أخبار ليبيا 24
جامعة طبرق: سفير ليبيا الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب
على مر السنين، أصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب واحدًا من أهم الأحداث الثقافية في العالم العربي، منصة تجمع بين الثقافة، العلم، والإبداع الأدبي. في دورته الثالثة والأربعين، اختيرت جامعة طبرق لتمثل ليبيا مرة أخرى، بعدما حظيت بشرف المشاركة في العام الماضي بدعوة خاصة من هيئة الشارقة للكتاب، في خطوة تؤكد تميز هذه المؤسسة الليبية على الصعيد الثقافي والأكاديمي.
الحضور الليبي الوحيد
تعد جامعة طبرق الجامعة الليبية الوحيدة التي تمت دعوتها للمشاركة في هذا المعرض العريق. غياب المؤسسات العامة والخاصة من المشهد الثقافي الليبي في مثل هذه المحافل يبرز أهمية هذه المشاركة التي تجعل جامعة طبرق تحمل عبء تمثيل ليبيا بأكملها. فبينما تشارك 113 دولة حول العالم وحوالي 2500 دار نشر، تقف جامعة طبرق وحيدة لتمثل ثقافة ليبيا وإنتاجها الفكري.
الدكتور فوزي الحداد، مدير عام المكتبات والمطبوعات والنشر بجامعة طبرق، أوضح في حديث خاص أن هذه المشاركة لم تكن مجرد حضور شرفي، بل كانت وسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية للجامعة، منها تعزيز التعاون العلمي مع المؤسسات المناظرة في العالم العربي والإسلامي. “الكثير من التفاهمات تمت من خلال مشاركاتنا في معارض الكتاب الدولية”، يقول الدكتور الحداد.
تحقيق الأهداف رغم التحديات
تركزت أهداف الجامعة على نشر إنتاجها الفكري، سواء من خلال أعمال المؤتمرات العلمية التي عقدت داخلها أو مؤلفات أعضاء هيئة التدريس. وتعتبر هذه المشاركة فرصة لإبراز هوية الجامعة وتعزيز وجودها الأكاديمي على الساحة الدولية.
مع ذلك، واجهت جامعة طبرق تحديات عديدة، أبرزها ضعف التمويل الذي شكل عقبة حقيقية أمام تطوير مشاركتها. يشير الدكتور الحداد إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تقدم أي دعم يذكر، تاركة الجامعة تعتمد على مواردها المحدودة.
الرؤية المستقبلية
ورغم التحديات، يبقى الأمل معقودًا على تحسين ظروف المشاركة في المستقبل. الجامعة تسعى إلى توسيع نطاق مشاركتها، معتمدة على نجاحها السابق في بناء شراكات ثقافية وعلمية مع مؤسسات دولية. “المعارض الدولية ليست فقط واجهة ثقافية بل أيضًا نقطة التقاء للمؤسسات العلمية”، يؤكد الحداد.
تمثيل ليبيا في مثل هذه المحافل يتطلب اهتمامًا ودعمًا أكبر من الجهات الرسمية. فالغياب المستمر للمؤسسات الليبية، سواء العامة أو الخاصة، في الأحداث الثقافية الدولية، يضع أعباءً إضافية على كاهل المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة طبرق.
ختامٌ يحمل رسائل أمل
من خلال مشاركتها الثانية على التوالي، تثبت جامعة طبرق أن المؤسسات الليبية قادرة على أن تكون واجهة مشرفة لوطنها، حتى في ظل الصعوبات. وما هذه المشاركة إلا بداية، تؤكد الجامعة من خلالها أن ليبيا لديها ما تقدمه للعالم ثقافيًا وفكريًا.
ومع انطلاق فعاليات المعرض وسط حضور عالمي واسع، تظل جامعة طبرق نموذجًا يُحتذى به، يبعث برسالة واضحة: بالرغم من التحديات، يبقى للإبداع الليبي مكانٌ في الساحة الدولية.