في إطار الجهود الوطنية المتواصلة لضمان صحة الأطفال وسلامتهم من الأمراض المهددة للحياة، أعلن نائب رئيس اللجنة العلمية بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، الدكتور إبراهيم الدغيس، انتهاء حملة التطعيمات ضد الحصبة، الحصبة الألمانية، وشلل الأطفال. هذه الحملة تُعد إحدى الخطوات الدورية التي تُنفذها ليبيا كل عدة سنوات لتعزيز المناعة المجتمعية.
أشار الدغيس إلى أن ليبيا تعتبر خالية من مرض شلل الأطفال منذ عام 1991، وهو إنجاز يعكس الجهود المستمرة للقطاع الصحي. ومع ذلك، فإن انتشار المرض في بعض الدول الإفريقية خلال العام 2024، ومنها النيجر وتشاد، يشكل تهديدًا يستدعي الحذر. تم تسجيل 134 حالة شلل أطفال في سبع دول إفريقية هذا العام، وهو ما دفع ليبيا إلى التحرك سريعًا لإجراء حملة التطعيمات هذه لحماية أطفالها وضمان عدم عودة المرض.
لم تخلُ الحملة من تحديات، إذ أشار الدغيس إلى وجود عزوف أولي من قبل المواطنين، نتيجة انتشار شائعات مغلوطة حول أمان اللقاحات. هذه الإشاعات أثرت على انطلاقة الحملة، ولكن المركز الوطني سرعان ما تعامل معها بفعالية من خلال توعية المواطنين وتقديم الأدلة العلمية التي تؤكد سلامة اللقاحات وفعاليتها.
شهدت الأيام الأخيرة للحملة إقبالاً واسعًا من المواطنين، مما يدل على نجاح الجهود التوعوية. وقد أثنى العديد من الأهالي على التنظيم وسهولة الوصول إلى مراكز التطعيم، معربين عن ارتياحهم بعد الاطمئنان إلى سلامة اللقاحات.
تهدف هذه الحملة بشكل أساسي إلى تعزيز المناعة المجتمعية بين الأطفال، خصوصًا في ظل اكتشاف زيادة في حالات الإصابة بمرض الحصبة الألمانية. وأكد الدغيس أن التطعيمات ليست مجرد وسيلة وقائية، بل هي جزء من استراتيجية صحية أوسع تحمي الأجيال القادمة من الأمراض المدمرة.
بالرغم من انتشار بعض المخاوف بشأن الأعراض الجانبية للتطعيم، أوضح الدغيس أن ما قد يظهر من أعراض، مثل الحمى أو الألم الموضعي، هو أمر طبيعي ومؤقت، ولا صحة للشائعات حول تسجيل حالات وفاة أو مضاعفات خطيرة.
انتهت حملة التطعيمات بنجاح، حاملة معها دروسًا مستفادة للمستقبل حول أهمية التوعية المجتمعية، ومواجهة الإشاعات بحزم. ومع الجهود المستمرة للمركز الوطني لمكافحة الأمراض، تظل صحة الأطفال في ليبيا أولوية لا تقبل التهاون، لضمان مجتمع قوي وصحي يقف في وجه التحديات الصحية والإقليمية.
