ليبيا الان

ضريبة سعر الصرف.. تخفيض جديد وفق رؤية مشتركة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

خفض الضريبة على سعر الصرف: بين الحلول الاقتصادية وتحديات التطبيق

في خطوة لافتة تهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المواطنين، أصدرت هيئة رئاسة مجلس النواب قرارًا بخفض الضريبة المفروضة على سعر الصرف إلى 15%، شاملاً كافة الأغراض. يأتي هذا القرار ضمن جهود تستهدف إعادة التوازن للسوق المحلية وتحسين الوضع المالي للمواطن الليبي. لكن هذا الإجراء يُثير تساؤلات حول مدى استدامته وقدرته على تحقيق التأثير المرجو في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.

تُعاني ليبيا منذ سنوات من أزمات مالية متفاقمة نتيجة الانقسامات السياسية وانخفاض الإيرادات النفطية خلال فترات عديدة. وقد فرضت السلطات المالية الضريبة على سعر الصرف كأداة مؤقتة لزيادة الإيرادات الحكومية ومواجهة تقلبات السوق. مع ذلك، أصبحت هذه الضريبة مصدر قلق للمواطنين نظرًا لتأثيرها المباشر على أسعار السلع الأساسية والخدمات.

إحالة القرار إلى مصرف ليبيا المركزي يعكس التعاون بين السلطات التشريعية والمالية في إدارة السياسة النقدية. يُتوقع أن يلعب المصرف دورًا محوريًا في ضمان تنفيذ القرار بشكل فعّال، من خلال مراقبة السوق وتقديم المقترحات اللازمة لتعديل الضريبة مستقبلًا.

يتضمن القرار بندًا يشير إلى إمكانية تخفيض الضريبة مرة أخرى، شرط تحسن إيرادات الدولة. هذا البند يُشير إلى رؤية مرنة تعطي الأولوية للوضع الاقتصادي العام. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا التخفيض يتطلب استقرارًا سياسيًا وزيادة في الإيرادات النفطية، وهما عاملان غير مضمونين في السياق الحالي.

لقي القرار ترحيبًا نسبيًا من قبل المواطنين، لكنه لم يخلو من مخاوف تتعلق بفعالية هذه الخطوة في خفض الأسعار. من ناحية أخرى، يرى خبراء اقتصاديون أن خفض الضريبة يُمكن أن يُسهم في تخفيف الضغوط التضخمية، لكنه قد يُضعف الإيرادات الحكومية إذا لم تُعوض من خلال مصادر أخرى.

يمثل قرار خفض الضريبة على سعر الصرف خطوة أولى نحو إصلاح اقتصادي أوسع، لكن نجاحه يعتمد على بيئة اقتصادية وسياسية مستقرة. وفي حين يُمكن لهذا الإجراء أن يُسهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين، يبقى السؤال الأهم حول استدامته وقدرته على تحقيق التغيير المنشود في ظل واقع مليء بالتحديات.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24