المؤسسة الوطنية للنفط بين الشائعات والحقائق القانونية
وسط زخم الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، تصدرت أخبار مفادها أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، قد صدر بحقه حكم قضائي يُثبت حمله لجنسية أجنبية، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الليبية. إلا أن المؤسسة سارعت لإصدار بيان رسمي نفت فيه هذه المزاعم، معتبرةً أن القضية المتداولة لا تمت بصلة لما أشيع.
تناقلت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن محكمة استئناف طرابلس أصدرت حكماً نهائياً يُثبت حمل بن قدارة لجنسية أجنبية، ما يعني فقدانه للجنسية الليبية، وبالتالي عدم أحقيته في تولي المناصب السيادية. إلا أن البيان الرسمي الصادر عن المؤسسة الوطنية للنفط أشار إلى أن القضية المرفوعة ليست سوى طعن إداري لإلغاء قرار نقل موظف، ولا تتعلق بجنسية رئيس المؤسسة.
أكدت المؤسسة أن منطوق الحكم الصادر عن محكمة استئناف طرابلس نص على إعادة موظف إلى منصبه السابق، ولم يتطرق مطلقاً إلى جنسية بن قدارة. ورافق البيان مستند قانوني يوضح الحقائق، ويدحض الادعاءات التي وُصفت بأنها مغلوطة وتهدف إلى التشويش على عمل المؤسسة وقيادتها.
من جهته، اتخذ فرحات بن قدارة خطوة حاسمة عبر تقديم شكوى جنائية للنائب العام ضد المدعو (م، ش) ومحاميه، بتهمة التزوير والإدلاء ببيانات كاذبة. ويُظهر هذا التحرك حرص بن قدارة على حماية سمعته الشخصية والمهنية، وتعزيز الثقة في نزاهة المؤسسة التي يرأسها.
أثارت هذه الشائعة تساؤلات حول كيفية انتشار معلومات مغلوطة تتعلق بشخصيات بارزة، خاصة في ظل انقسام سياسي ومؤسسي يعيشه المشهد الليبي. ويتساءل المراقبون عن الأهداف الكامنة وراء ترويج أخبار كهذه، وما إذا كانت تهدف إلى زعزعة الثقة بالمؤسسات الوطنية.
وفي ختام بيانها، شددت المؤسسة الوطنية للنفط على ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية، محذرةً من أن التصريحات المغلوطة تضر بمصداقية المؤسسات السيادية في ليبيا، وتُعمق الانقسامات القائمة.
تبرز هذه القضية كدليل واضح على حجم التحديات التي تواجه المؤسسات السيادية في ليبيا، بدءاً من العمل في بيئة مليئة بالانقسامات، ووصولاً إلى مواجهة حملات التشويه الإعلامي. ومع استمرار هذه الصراعات القانونية والإعلامية، يبقى التساؤل مطروحاً: هل ستنجح المؤسسات الليبية في الحفاظ على نزاهتها واستقلاليتها وسط أمواج التحديات السياسية والإعلامية؟