قال المستشار السابق بالمجلس الأعلى للدولة، أشرف الشح، إن هناك فروقاً جوهرية بين ما حصل في السابق وخارطة الطريق التي طرحتها المبعوثة الأممية هانا تيتة أمام مجلس الأمن.
وأوضح الشح، في مداخلة مع “قناة ليبيا الأحرار” أن ما جرى في جنيف أو الصخيرات لم يكن يتضمن سقفاً زمنياً يُلزم البعثة الأممية، بغض النظر عن قدرتها في الوصول إلى نتائج، بينما خارطة تيتة الحالية وضعت حداً زمنياً واضحاً في ظل ظروف واقعية يمر بها المشهد الليبي، سواء من خلال حالة الارتباك في طرابلس أو محاولة فرض أمر واقع جديد في بنغازي.
وادعى أن المشير خليفة حفتر يسعى لتأسيس حكم عائلي في بنغازي من خلال إعادة ترتيب الأوراق، متوقعاً أن يعلن نفسه رئيساً على المناطق التي يسيطر عليها قبل 16 سبتمبر، عبر الملتقى الذي يُحضّر له في بنغازي، في محاولة لإرسال رسائل بأنه قادر على فرض أمر واقع جديد، على حد زعمه.
وأضاف الشح، أن إحاطة تيتة أظهرت أن المجتمع الدولي لم يعد مقتنعاً بحكومة عبد الحميد الدبيبة، خاصة عندما ساوت بينها وبين قوة الردع في إحاطتها.
ورأى أن ذكاء تيتة أو من أشار عليها بوضع أطر زمنية ألقى حجراً في المياه الراكدة، وبعث رسالة للأطراف الفاعلة المرتبكة بإعادة ترتيب أوراقها، وهو ما سيؤدي إلى إنتاج مشهد جديد يتيح تمرير مشروع التغيير عبر أي تشكيلة سياسية موسعة، سواء انتهى الأمر بالوصول إلى الانتخابات أو بعرقلة الاستحقاق، أو حتى باندلاع اشتباكات مسلحة جديدة.
وأكد أن تيتة ستباشر في تشكيل الحوار السياسي الذي أعلنت عنه بمجرد بدء تنفيذ خارطة الطريق، ليكون عاملاً ضاغطاً على الأطراف السياسية.
وختم الشح بالإشارة إلى أن المبعوثة الأممية تعلم أن مجلسي النواب والدولة يفتقدان للإرادة السياسية وغير قادرين على الاتفاق أو إزاحة سلطات الأمر الواقع، ولذلك ستعمل على تشكيل الحوار السياسي بمشاركة جميع الأطراف، بما يمنحها القدرة على منع القوى المسيطرة حالياً من عرقلة المسار السياسي، على حد تعبيره.