في لحظة مفعمة بالأمل والتحدي، ووسط الحضور الرسمي والشعبي، شهدت مدينة لاثرون في ضواحي ليبيا حدثًا نوعيًا يمثّل انتصارًا جديدًا لإرادة البناء بعد سنوات من المحن. افتتح المهندس بالقاسم حفتر، المدير العام لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، كوبري وادي مرقص، الذي أنجز في فترة قياسية وبمعايير جودة تضاهي المشاريع العالمية، ليكون شاهداً آخر على ما يمكن تحقيقه عندما تتضافر الجهود وتتعالى أصوات الأمل فوق صدى التحديات.
يقف الكوبري شامخًا، ليكون رمزًا للتنمية التي لا تعرف حدودًا. إن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الاستراتيجية التي قادها صندوق التنمية، مستندًا إلى خطط محكمة وفرق عمل متميزة، حرصت على أن تكون كل خطوة في المشروع انعكاسًا لحلم أكبر، وهو إعادة إعمار ليبيا وبناء مستقبل يليق بشعبها.
في قلب هذا الحدث، كانت الكلمات التي ألقاها المهندس بالقاسم خليفة حفتر تعبر عن إرادة وطنية صلبة. “هذا الإنجاز هو شهادة على قدرة الليبيين على تجاوز المحن والانطلاق نحو المستقبل”، قال حفتر وهو يتجول بجانب رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح ورئيس الحكومة الدكتور أسامة حماد.
من مدينة درنة التي ذاقت مرارة الإرهاب وعادت لتتنفس عبق الحرية، كانت البداية لإطلاق مشاريع تنموية تعيد الحياة إلى شوارعها ومعالمها. الجولة الميدانية التي قادها بلقاسم حفتر بصحبة القيادات الوطنية لم تكن مجرد استعراض للإنجازات، بل تأكيدًا على أن التنمية باتت واقعًا ملموسًا.
شملت الجولة تفقد مواقع مشاريع حيوية، من بينها كورنيش درنة ومسجد الصحابة، إلى جانب 2000 وحدة سكنية تعكس نقلة نوعية في معايير الإسكان. وأثبتت هذه المشاريع أن صندوق التنمية يضع الإنسان الليبي في قلب استراتيجياته، حيث تسير وتيرة العمل بوتيرة متسارعة لضمان تحقيق الأهداف وفق الجداول الزمنية المحددة.
لم يكن إنجاز كوبري وادي مرقص حدثًا منعزلاً عن بقية المشاريع، بل يأتي كجزء من رؤية شاملة يقودها صندوق التنمية لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها سنوات الصراع. وتتنوع هذه المشاريع بين إنشاء الطرق والجسور والمرافق الخدمية، إلى جانب توقيع اتفاقيات مع شركات أجنبية رائدة لضمان الاستفادة من الخبرات العالمية في عمليات البناء والتطوير.
وفي هذا السياق، أكد بلقاسم حفتر أن الصندوق ملتزم بالتنفيذ الدقيق لخططه، مشددًا على أهمية تحقيق التكامل بين المؤسسات الوطنية والشركاء الدوليين. وقد أثنى رئيس مجلس النواب على هذه الجهود، معتبرًا أن هذه المشاريع تمثل نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية.
لم تكن التنمية مجرد عملية إعادة بناء الحجر، بل هي أيضًا ترسيخ لقيم الحرية والاستقرار التي استعادتها المدن الليبية بعد كفاح طويل ضد الإرهاب. ففي درنة، التي كانت يومًا عنوانًا للمعاناة، تظهر اليوم كمدينة تنبض بالحياة بفضل المشاريع التنموية التي تعيد رسم ملامحها.
وكما أكد المهندس بالقاسم حفتر، فإن كل حجر يُضاف إلى مشاريع البنية التحتية هو انتصار جديد في معركة البناء. “درنة اليوم مثال حي على أن الإرادة الوطنية قادرة على صنع المعجزات”، قالها وهو يشير بفخر إلى وتيرة الإنجاز السريعة التي تشهدها مشاريع المدينة.
إن افتتاح كوبري وادي مرقص ليس مجرد إنجاز هندسي، بل هو رمز لما يمكن أن تحققه الإرادة الوطنية عندما تُترجم إلى عمل ملموس. ومع استمرار هذه المشاريع، يخطو الشعب الليبي خطوات ثابتة نحو مستقبل يحمل في طياته وعدًا بازدهار يعم كل مدنه وقراه.
لقد أثبت صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا أنه ليس مجرد مؤسسة تنفيذية، بل هو حجر الزاوية في بناء ليبيا الجديدة، التي تعتز بماضيها وتتطلع إلى مستقبلها بكل ثقة وإصرار.