ليبيا الان

مؤتمر لندن يقترح حكومة مصغرة لإنهاء الانقسام الليبي

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

بينما تعيش ليبيا واحدة من أكثر مراحلها السياسية غموضًا وتشتتًا، تتجه الأنظار نحو مؤتمر لندن الأخير، الذي اقترح تشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة، كخطوة تهدف إلى إنهاء الانقسام السياسي وتحقيق الاستقرار. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تمتلك الأطراف الليبية القدرة والإرادة لتنفيذ هذه المبادرات؟

غموض المبادرات وصراع الإرادات
يشير المحلل السياسي محمد محفوظ في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”، إلى أن المبادرات المطروحة حتى الآن لا تتجاوز كونها أفكارًا نظرية تفتقر إلى إجابات واضحة حول السيناريوهات المستقبلية. هذا الغموض ينعكس في عدم وجود أي ضمانات على امتثال الأطراف المتنازعة. ومع استمرار المراحل الانتقالية وغياب القواعد الدستورية، يبدو أن الأزمة مرشحة للاستمرار لفترة طويلة.

بعثة الأمم المتحدة: تفويض مجهول وأدوار غائبة
يشكل انتهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة في يناير المقبل تحديًا كبيرًا. فالملف الليبي، الذي يعتبر ساحة صراع دولي بامتياز، لا يزال رهينة التوازنات الإقليمية والدولية. يعزو محفوظ هذا الوضع إلى أن معظم الأطراف الليبية مرتهنة لقوى خارجية.

في ظل هذا الواقع، يبرز تساؤل مهم: هل ستوافق روسيا على تمديد مهمة ستيفاني خوري؟ إذا لم يحدث ذلك، فسيؤدي هذا إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي.

حكومة الدبيبة: إخفاقات متكررة وأفق مسدود
تعرضت حكومة الدبيبة لانتقادات شديدة بسبب إخفاقاتها في تحقيق أي تقدم ملموس في الملفات الأساسية. وبالرغم من تعدد المبادرات السياسية، فإن هذه الحكومة أظهرت عجزًا عن وضع حلول واقعية لإنهاء المراحل الانتقالية، مما يثير تساؤلات حول جدوى استمرارها.

يعتبر محفوظ أن تشكيل حكومة جديدة قد لا يحدث فرقًا جذريًا، ولكنه قد يمثل خطوة نحو تحريك المياه الراكدة. ولكن يبقى التحدي في مدى قدرة هذه الحكومة على مواجهة العوائق الهيكلية الراسخة في المشهد الليبي.

نحو حل شامل: دعم دولي أم استمرار الأزمة؟
يؤكد محفوظ أن المخرجات السياسية تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الدولي، مشيرًا إلى أن الأطراف الليبية أصبحت بشكل كبير أداة بيد قوى خارجية. هذه الحقيقة تجعل من الصعب التوصل إلى حلول محلية خالصة.

ما تحتاجه ليبيا الآن ليس مجرد تشكيل حكومات أو مؤتمرات دولية، بل إرادة حقيقية من جميع الأطراف لإنهاء الصراع وتوحيد المؤسسات. ولكن في ظل سياسات التعنت، يبدو أن المشهد السياسي سيظل رهينة للتوازنات الدولية لفترة طويلة.

إن ليبيا اليوم على مفترق طرق حاسم: إما أن تتجاوز أزمتها السياسية وتحقق الاستقرار، أو أن تبقى رهينة الانقسام والتدخلات الخارجية. وما مؤتمر لندن إلا خطوة صغيرة في طريق طويل مليء بالعقبات.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24