ليبيا الان

مصراتة تطالب بخارطة طريق لانتخابات توافقية شاملة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في خضم المشهد الليبي المضطرب الذي اتسم بالصراعات السياسية والمناورات الإقليمية والدولية، برزت مدينة مصراتة مجددًا كمركز ديناميكي يطالب بإحداث تغيير حقيقي في إدارة الأزمة الليبية. قادة عسكريون وفعاليات شعبية من المدينة أصدروا بيانًا صريحًا يعكس حجم الإحباط الشعبي حيال استمرار حالة الجمود السياسي والانقسامات التي أنهكت الشعب الليبي على مدار سنوات.

خارطة طريق تنقذ المستقبل
طالب البيان، الذي صدر بمشاركة عدد من الشخصيات المؤثرة، بضرورة وضع خارطة طريق تأخذ في الاعتبار أخطاء الماضي التي أجهضت المساعي نحو تحقيق الاستقرار السياسي. وأشار البيان إلى أن غياب رؤية واضحة قد أدى إلى تفاقم الأزمات وتعمق الانقسامات. في هذا السياق، أكد قادة مصراتة على أهمية تشكيل حكومة موحدة تحظى بإجماع وطني وتمثل مختلف الأطراف الليبية، لتكون قادرة على بسط سيطرتها الكاملة على الأراضي الليبية وإدارة المرحلة الانتقالية بكفاءة ومسؤولية.

الانتخابات: أمل الشعب ومسار المستقبل
من النقاط البارزة التي تضمنها البيان الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفق جدول زمني واضح ومحدد، مع التأكيد على ضرورة التوافق المسبق حول آليات العملية الانتخابية وإلزام جميع الأطراف بقبول نتائجها. هذا المطلب يعكس تطلعات الشعب الليبي الذي طال انتظاره لتحقيق تحول سياسي سلمي يعيد الأمل في بناء دولة مستقرة قوامها المؤسسات الشرعية.

المصالحة الوطنية كركيزة أساسية
لم يغفل البيان أهمية تعزيز المصالحة الوطنية كخطوة لا غنى عنها في سبيل إعادة بناء الثقة بين مختلف مكونات الشعب الليبي. فقد أشار المشاركون إلى ضرورة العمل على معالجة الجروح التي خلفتها سنوات الصراع والانقسامات، مع التأكيد على أن المصالحة الحقيقية هي القاعدة التي يجب أن يبنى عليها أي مشروع مستقبلي.

خيبة الأمل من الأجسام السياسية الحالية
في تحليل دقيق للأوضاع الراهنة، سلط البيان الضوء على ما وصفه بـ”خيبة أمل” الليبيين من الأجسام السياسية القائمة التي فشلت في تنظيم الانتخابات المقررة لعام 2021. وأكد البيان أن هذه الأجسام أصبحت عبئًا على المشهد السياسي نتيجة عدم التزامها بتعهداتها وفقدانها للشرعية في نظر الشارع الليبي.

الأمم المتحدة والمجتمع الدولي: شركاء أم متفرجون؟
لم تخلُ الرسالة من نقد مباشر للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذين وصفهما البيان بأنهما فاعلان في تأزيم الأزمة بسبب عدم ممارسة الضغوط الكافية على الأجسام المسيطرة لدفعها نحو الوفاء بالتزاماتها. كما أشار البيان إلى أن التقاعس الدولي قد ساهم في إطالة أمد الصراع وتعميق مأساة الشعب الليبي.

الشعب الليبي بين المعاناة والطموح
تضمن البيان تذكيرًا بالمآسي التي عانى منها الشعب الليبي جراء الحروب والانقسامات التي مزقت نسيجه الاجتماعي وخلقت حالة من الإحباط واليأس لدى الكثيرين. ورغم ذلك، يعبر البيان عن أمل في قدرة الليبيين على تجاوز هذه المحنة إذا توفرت الإرادة الوطنية والتزمت الأطراف المختلفة بمسار واقعي يحقق تطلعات الشعب.

خاتمة: بين التحدي والفرصة
تبدو مطالب مصراتة، كما تجسدت في هذا البيان، دعوة صريحة لإعادة تصحيح المسار الليبي. إلا أن التحديات التي تواجه تنفيذ هذه المطالب لا تزال كبيرة، خاصة في ظل تعنت الأجسام السياسية واستمرار التدخلات الخارجية. ومع ذلك، فإن هذا البيان يعكس إرادة شعبية حقيقية تسعى لتجاوز الأزمات وبناء مستقبل جديد، على أمل أن تجد صداها لدى الأطراف الليبية والمجتمع الدولي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24