ليبيا الان

ليبيا.. مصير الحكومة الموحدة بين التوافق والانفراد

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

على مدار سنوات، ظل المشهد السياسي في ليبيا أسير دوامة من التعقيدات، حيث تتشابك المصالح المحلية مع الأجندات الدولية، مما أفرز أزمات متلاحقة لا تزال تعيق المسار الديمقراطي. واليوم، يطفو على السطح ملف «الحكومة الموحدة» بوصفه عنواناً جديداً للصراع المحتدم بين البرلمان الليبي والأطراف السياسية الأخرى، في ظل تحركات أممية مكثفة تقودها المبعوثة الأممية، خوري، لمحاولة إعادة جمع شتات هذا البلد الذي أنهكته الانقسامات.

في بداية الشهر الحالي، تسلم مجلس النواب قائمة بسبعة أسماء مرشحة لرئاسة «الحكومة الموحدة»، مما أثار موجة من التساؤلات حول نوايا البرلمان ومستقبله في ظل مسار يبدو أنه يتجه نحو التباعد أكثر من التوافق. فهل يسعى البرلمان بالفعل لتشكيل حكومة منفردة، أم أن هذه الخطوة ليست سوى ورقة ضغط على الأطراف الدولية والمحلية؟

البعثة الأممية بين التحدي والأمل

وفق تصريحات صلاح البكوش، فإن المبعوثة الأممية خوري تواصلت خلال الأيام الأخيرة مع مختلف أطراف الأزمة الليبية في محاولة لإيجاد صيغة توافقية تعيد الأمل لإجراء الانتخابات المنتظرة. ويؤكد البكوش أن هذه اللقاءات ليست مجرد حوارات عابرة، بل تمثل سعياً حثيثاً لتذليل العقبات التي قد تحول دون الوصول إلى تسوية شاملة، مشدداً على أن خوري تدرك تماماً أن عدم رضا أي طرف رئيسي عن المبادرة قد يؤدي إلى عرقلة العملية الانتخابية بالكامل.

ويرى البكوش أن حكومة عبد الحميد الدبيبة، إضافة إلى المجلس الرئاسي وعدد من الأطراف السياسية الأخرى، لن يقبلوا بأي حكومة جديدة ما لم تكن هناك خطة واضحة تضمن الوصول إلى الانتخابات. هذا المطلب لا ينطلق فقط من رغبة في تأمين مقاعدهم، بل أيضاً من قناعة بأن الحكومة الحالية مهما طال عمرها، لن تستطيع كسر الجمود السياسي دون سند انتخابي جديد.

الغرب ودوره في حل الأزمة

من جهة أخرى، يبدو أن الدول الغربية الداعمة للبعثة الأممية تضغط باتجاه وضع خطة سياسية تنتهي بإجراء الانتخابات كحل وحيد يضمن تجديد شرعية جميع المؤسسات الليبية. فمن وجهة نظر هذه الدول، يُعد استمرار الوضع الحالي، الذي تتشابك فيه المصالح والانقسامات، تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.

لكن الطريق إلى الانتخابات ليس سهلاً. فالحديث عن قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة الموحدة من قبل البرلمان الليبي يحمل في طياته مناورة سياسية واضحة. ووفقاً للبكوش، فإن هذه الخطوة ليست سوى محاولة للضغط على المبعوثة الأممية عبر التلويح بإمكانية تشكيل حكومة بشكل منفرد. ومع ذلك، يستبعد البكوش نجاح هذه المناورة، خاصة أن المجتمع الدولي لا يعترف بأي حكومة يشكلها البرلمان بمعزل عن التوافق مع بقية الأطراف السياسية.

الخاتمة: توافق أم تصعيد؟

إن ما تشهده ليبيا اليوم هو صراع مع الزمن، فإما أن تنجح الجهود الأممية في جمع الأطراف حول رؤية واحدة تؤدي إلى انتخابات شفافة، أو أن البلاد ستواجه المزيد من التشرذم الذي قد يعيدها إلى مربع الصراع المسلح. وبينما يتأرجح المشهد بين الأمل والخيبة، يبقى السؤال الأهم: هل يدرك صانعو القرار الليبيون أن الوقت قد حان لتقديم التنازلات من أجل إنقاذ وطن يئن تحت وطأة الانقسامات؟

في النهاية، يُجمع المراقبون على أن مصير الانتخابات لا يرتبط فقط بإرادة الأطراف المحلية، بل أيضاً بمدى التزام الأطراف الدولية بالضغط لتحقيق الاستقرار. وبينما تتسارع وتيرة اللقاءات والمشاورات، يبدو أن الليبيين يقفون على مفترق طرق تاريخي، حيث قد تحدد الأشهر القليلة المقبلة مستقبل وطنهم المنقسم.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24