ليبيا الان

اجتماع بوزنيقة يعيد إحياء الآمال في حكومة موحدة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في قلب المشهد الليبي المتأزم، تسعى جهود سياسية مكثفة إلى تحقيق توافق يعيد توحيد البلاد بعد عقد من الانقسام والصراع. شهدت مدينة بوزنيقة المغربية، الواقعة جنوب العاصمة الرباط، اجتماعاً تشاورياً حاسماً بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، حيث التأم شمل 98 عضواً من الطرفين في خطوة جديدة نحو إعادة تشكيل حكومة موحدة.

تأتي هذه الاجتماعات وسط حالة من الجمود السياسي، حيث لم تتمكن القوى الليبية من كسر دائرة الخلافات الممتدة منذ انتخابات ديسمبر 2021 المؤجلة. وتُعد المبادرة الأممية الأخيرة إحدى المحركات الرئيسية لهذا الاجتماع، حيث أُعلن عن تشكيل خمس لجان عمل مشتركة تعكف على معالجة قضايا مركزية من شأنها رسم معالم مستقبل البلاد.

1. معايير الترشح للمناصب السيادية
تسعى اللجنة الأولى إلى وضع آليات واضحة ومحددة لاختيار شاغلي المناصب السيادية، مستندة إلى المادة 15 من اتفاق الصخيرات عام 2015. هذا الجهد يُعتبر خطوة نحو ضمان الشفافية وقطع الطريق أمام الفساد والمحسوبية.

2. تشكيل حكومة موحدة
تم تكليف لجنة ثانية بالتواصل مع البعثة الأممية وجميع الأطراف المحلية والدولية لوضع آليات إعادة تشكيل حكومة جديدة توحد المؤسسات وتُنهي ازدواجية السلطة.

3. الحكم المحلي والتنمية
لجنة ثالثة تُعنى بالحكم المحلي وتهدف إلى ضمان التوزيع العادل لبرامج التنمية وميزانيات المناطق، مع تعزيز اللامركزية ومكافحة الفساد.

4. الملف الأمني وإخراج القوات الأجنبية
اللجنة الأمنية تمثل ركيزة أساسية في هذه الجهود، إذ تعمل على التنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لضمان خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، بما يحقق سيادة ليبيا على أراضيها.

5. مكافحة غسيل الأموال واستعادة الأموال المهربة
اللجنة الخامسة تعمل على ملاحقة الأموال الليبية المهربة ووقف عمليات غسيل الأموال، وهي خطوة تُعزز ثقة الشعب في جهود الإصلاح.

حدد المجتمعون مدينة درنة موعداً لاجتماعهم المقبل يوم 19 يناير 2024، حيث يتوقع أن تُوقع الأطراف الاتفاق النهائي وتبدأ بتنفيذ مخرجات اللجان. اختيار درنة يعكس رمزاً للتحدي والصمود في مواجهة الأزمات، إذ تعاني المدينة من تداعيات كارثية نتيجة الإعصار الذي ضربها مؤخراً.

رغم الأمل الذي بعثته اجتماعات بوزنيقة، لا تزال التحديات قائمة. السؤال الأبرز يظل قائماً حول مدى التزام الأطراف بنتائج الاجتماعات، وقدرتها على تنفيذ التفاهمات وسط بيئة سياسية وأمنية معقدة.

الأمل يكمن في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم وتحقيق توافق يُنهي معاناة شعب أرهقته سنوات من الصراعات. ما يحدث اليوم في بوزنيقة قد يكون حجر الزاوية لمستقبل أفضل، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24