ليبيا الان

اتفاق بوزنيقة.. خطوة متأخرة في أزمة ليبيا السياسية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

اتفاق بوزنيقة… خطوة ضائعة في متاهة السياسة الليبية

شهدت مدينة بوزنيقة المغربية على مدار يومين اجتماعات مكثفة جمعت أعضاء من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. وفي ختام تلك الاجتماعات، أعلن المجلسان التوصل إلى اتفاق جديد يهدف إلى وضع خارطة طريق تمهد لإجراء الاستحقاق الانتخابي. وعلى الرغم من الزخم الإعلامي المصاحب لهذا الإعلان، إلا أن التحليل الموضوعي يظهر أن هذا الاتفاق قد لا يختلف كثيرًا عن المبادرات السابقة التي سرعان ما تلاشت دون تحقيق نتائج ملموسة.

المبادرة الأممية وأزمة الثقة
يأتي الاتفاق الذي خرج به المجلسان في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الليبي حالة من الجمود والانقسام الحاد. ويرى المحلل السياسي محمد امطيريد أن الخطوة التي أقدم عليها مجلسا النواب والدولة لا تعدو كونها رد فعل متأخرًا على مبادرة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة ستيفاني ويليامز. ويوضح امطيريد أن هذه المبادرة “ميتة” من البداية، مشيرًا إلى أن المجلسين فقدا مصداقيتهما لدى الشعب الليبي والمجتمع الدولي على حد سواء.

السلطة التنفيذية… إعادة تشكيل بلا رؤية
تضمن الاتفاق تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية، وهي خطوة يصفها امطيريد بأنها محاولة يائسة لإعادة إنتاج نفس المشهد السياسي دون معالجة الأسباب الجذرية للأزمة. ويشير امطيريد في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” إلى أن هذه السلطة قد تواجه عراقيل عدة في ظل غياب الدعم الدولي والرفض الشعبي لأي صيغة توافق لا تتضمن إجراء انتخابات حقيقية.

المجتمع الدولي بين الحسم والتردد
يشير امطيريد إلى أن المجتمع الدولي بدأ يميل إلى تأييد مبادرة الأمم المتحدة، التي تحظى بدعم قوي من القوى الدولية الكبرى. ويؤكد أن أي تحرك جديد من قبل مجلسي النواب والدولة دون موافقة دولية لن يكتب له النجاح، خاصة مع التصريحات الأممية المتكررة التي تؤكد ضرورة التوجه نحو الانتخابات كحل وحيد للأزمة.

الخوف من الانتخابات… هاجس المجلسين
لا يخفي امطيريد قناعته بأن المجلسين يتحركان فقط عند شعورهما بتهديد وجودهما السياسي. ويقول إن الحديث عن الانتخابات في بوزنيقة يعكس محاولة للتلاعب بالوقت أكثر من كونه التزامًا حقيقيًا بتنفيذ استحقاق دستوري طال انتظاره. ويضيف أن الشعب الليبي بات مدركًا لحقيقة أن المجلسين يسعيان إلى إطالة أمد الأزمة لضمان بقائهما على الساحة السياسية.

السيناريوهات المتكررة وفقدان الأمل
يتابع امطيريد: “الاتفاق الأخير لم يحمل أي جديد؛ فهو يعيد إنتاج سيناريوهات سابقة لم تحقق نجاحًا يُذكر”. ويرى أن تكرار هذه المحاولات يعكس عجزًا واضحًا لدى المجلسين عن تقديم حلول جادة. ويؤكد أن المواد التي تناولها اتفاق بوزنيقة، بما في ذلك تشكيل لجنة لتقديم مخرجاتها بحلول يناير المقبل، لا تعدو كونها خطوات دعائية تهدف إلى امتصاص الغضب الشعبي والدولي.

الأمم المتحدة في مواجهة التحديات
على النقيض، يبدو أن الأمم المتحدة أكثر تصميمًا على دفع عجلة الانتخابات البرلمانية القادمة. وتعتبر هذه الخطوة التحدي الأكبر للمجلسين، اللذين يواجهان خطر فقدان شرعيتهما في حال نجاح الانتخابات. ويرى امطيريد أن الأمم المتحدة باتت تدرك أن المجلسين ليسا شركاء حقيقيين في إنهاء الأزمة، بل يمثلان جزءًا من المشكلة.

خاتمة: طريق مسدود
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الاتفاق الأخير لن يكون إلا محطة أخرى في سلسلة من المبادرات غير المجدية. ويظل السؤال المطروح: هل يستطيع المجتمع الدولي فرض حلول فعالة تتجاوز الأطراف التي أثبتت فشلها المتكرر؟ أم أن ليبيا ستظل رهينة للجمود السياسي والمصالح الضيقة؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24