مصر وتشاد: دعم مشترك لاستقرار ليبيا عبر مشاريع استراتيجية
في قلب العاصمة التشادية أنجمينا، وبحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله، عُقد مؤتمر صحفي سلّط الضوء على التحديات الإقليمية المشتركة. تصدرت ليبيا محور النقاشات كدولة تعاني من انقسامات سياسية وأزمات مستمرة تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
اتفق الوزيران على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة كخطوة لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا. أكد الطرفان أن غياب المؤسسات المنتخبة يترك فراغًا يُعرّض البلاد لمزيد من الفوضى. تشاد، التي تتشارك حدودًا طويلة مع ليبيا، تُدرك حجم المخاطر التي تشكلها الأوضاع غير المستقرة، بينما ترى مصر أن استقرار ليبيا يُعتبر امتدادًا لأمنها القومي.
على هامش الأزمات السياسية، برز مشروع الطريق الذي يربط بحيرة تشاد بالبحر المتوسط مرورًا بليبيا كواحد من أبرز محاور النقاش. يُنظر إلى هذا الطريق كفرصة لتعزيز الاقتصاد الليبي عبر تسهيل حركة التجارة وربط الدولة بمحيطها الإقليمي. بالنسبة لتشاد، التي تعاني من العزلة الجغرافية، يمثل المشروع نافذة نحو العالم، بينما ترى مصر فيه إمكانية لتعزيز دورها كجسر بين إفريقيا وأوروبا.
تناول اللقاء التحديات الأمنية التي تواجه ليبيا وتأثيراتها على دول الجوار. أكد الوزيران أن تعزيز التعاون الإقليمي هو المفتاح لمواجهة الإرهاب، والاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية التي تنطلق من الحدود الليبية. مصر وتشاد شددتا على أهمية توحيد الجهود لضمان استقرار ليبيا كشرط أساسي لأمن المنطقة.
بخبراتها السياسية وعلاقاتها الدولية، تلعب مصر دور الوسيط في دعم الحوار الليبي الليبي، بينما تسعى تشاد لضمان استقرار حدودها الجنوبية. هذه الجهود المشتركة تعكس تفهمًا عميقًا بأن استقرار ليبيا ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان أمن المنطقة وتنميتها.
من الدعوات لإجراء الانتخابات إلى المشاريع الاقتصادية التي تعيد ربط ليبيا بمحيطها، يُظهر التعاون المصري التشادي تصميمًا على إنهاء الأزمة الليبية. الطريق ما زال طويلًا، لكن الأفق يحمل وعودًا بمستقبل أكثر استقرارًا لليبيا والمنطقة بأسرها.