ليبيا الان

منظمة الهجرة الدولية: 787 ألف مهاجر في ليبيا بنهاية 2024

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

المهاجرون في ليبيا.. أرقامٌ تتزايد وتحدياتٌ لا تنتهي

تشهد ليبيا منذ سنوات أزمة إنسانية عميقة تتعلق بالهجرة غير النظامية، حيث تعتبر البلاد نقطة عبور رئيسية للمهاجرين القادمين من مناطق النزاع والفقر في أفريقيا نحو الشواطئ الأوروبية. وفي تقريرٍ جديد صادر عن منظمة الهجرة الدولية، تتضح المعالم الصادمة لهذه الظاهرة في العام 2024، حيث استمرت أعداد المهاجرين في النمو رغم التدابير الأمنية المكثفة.

زيادة الأعداد: خفر السواحل في مواجهة المهاجرين

وفقاً للتقرير، تمكّن خفر السواحل الليبي من اعتراض 21,762 مهاجراً غير نظامي خلال العام الجاري. وهذه الزيادة المقلقة تُعد أكثر من 4 آلاف مهاجر مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ العدد في 2023 حوالي 17,190 مهاجراً. وإذا أضفنا إلى ذلك الأعداد التي تم اعتراضها في فترات سابقة، نجد أن الإحصاءات تشير إلى تصاعد مستمر في أعداد الوافدين. من بين هذه الأعداد، نجد أن هناك تنوعاً في الجنسيات، حيث تركزت النسب الكبرى في دول مثل السودان، النيجر، ومصر، وهي دولٌ تشهد أزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة تجعل من الهجرة بديلاً حتمياً للكثير من مواطنيها.

المهاجرون..السودان في الصدارة

بالاستناد إلى البيانات التي قدمتها المنظمة، يتبين أن السودان يواصل تصدر قائمة الدول المصدرة للمهاجرين في ليبيا بنسبة تصل إلى 26% من إجمالي المهاجرين المسجلين. تليه النيجر بنسبة 24%، ثم مصر التي تحتل المركز الثالث بـ 21%. أما تشاد ونيجيريا فهما تأتيان في المراتب التالية بنسبة 10% لكل منهما.

هذه الأرقام تتوزع على المنطقة الغربية في ليبيا، حيث يستقر 54% من المهاجرين المسجلين لدى المنظمة. بينما تبقى المنطقة الشرقية تحتضن 34%، والجنوبية تمثل 12% من إجمالي المهاجرين.

الفئات العمرية.. الرجال الأكثر عدداً

البيانات تشير إلى أن الرجال البالغين يشكلون حوالي 78% من مجموع المهاجرين، بينما تشكل النساء 11% والأطفال 11%، منهم 4% من الأطفال غير مصحوبين بذويهم. هذا التفصيل المهم يعكس واقعاً معقداً، حيث أن الهجرة غير النظامية ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي أيضاً أزمة إنسانية تمس الأفراد الضعفاء، بما في ذلك النساء والأطفال الذين يواجهون تحديات متعددة على طول الطريق.

العودة الطوعية: أعداد متزايدة

من ناحية أخرى، يشير تقرير المنظمة إلى أن أكثر من 16,210 مهاجراً غير نظامي عادوا طوعياً إلى 27 دولة في عام 2024. والجدير بالذكر أن نيجيريا تصدرت هذه العودة بنسبة كبيرة حيث بلغ عدد العائدين منها 3,958 مهاجراً، تلتها بنغلاديش بـ 2,886 مهاجراً، ثم مالي بـ 1,991 مهاجراً. هذا التوجه نحو العودة الطوعية يعكس نوعاً من التحدي الأكبر الذي يواجه المهاجرين في ليبيا، إذ تزداد الضغوط على الحياة اليومية في البلاد، مما يدفع البعض إلى العودة إلى بلدانهم بالرغم من الصعوبات التي قد يواجهونها.

التحديات.. هجرة غير نظامية في ظل الفوضى

تظل ليبيا، كما هي الحال منذ سنوات، ساحة للفوضى السياسية والاقتصادية، ما يجعل من الصعب فرض قوانين فعالة لمكافحة الهجرة غير النظامية. والواقع أن العديد من المهاجرين في ليبيا لا يعيشون فقط في ظروف معيشية صعبة، بل هم أيضاً عرضة للاستغلال من قبل المهربين والعصابات المسلحة التي تدير عمليات الهجرة غير النظامية. وبالرغم من التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات الليبية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، إلا أن المشكلة تبقى كبيرة.

الهجرة كأحد أبرز تحديات المستقبل

تُعَدّ الهجرة غير النظامية واحدة من أخطر القضايا التي تواجه ليبيا في الفترة الحالية، فهي ليست فقط مشكلة سياسية أو اقتصادية، بل أزمة إنسانية متعددة الأبعاد. ويظهر من خلال الأرقام والبيانات أن الأزمة تتسارع بشكل مقلق، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية والمحلية للتعامل مع هذه الظاهرة. وفي ظل هذا الواقع، يبقى أن تظل ليبيا نقطة تحول حاسمة في تحديد مصير آلاف المهاجرين الذين يواجهون مخاطر الجهل والموت في طريقهم نحو الأمل.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24