في ظلِّ معاناة الشعب الليبي المستمرة، ومع مرور السنوات التي أثقلت كاهل الوطن بأزمات متتالية، يبرز صوتٌ وطنيٌّ شجاعٌ يُذكِّرنا بأن الحلول الحقيقية لا يمكن أن تأتي إلا من الداخل، حيث أكد فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، في بيان له تحصلت “أخبار ليبيا 24” على نسخة منه، أكد أن التعويل على بعثة الأمم المتحدة كوسيط لحل الأزمة الليبية ليس إلا مضيعةً للوقت واستمرارًا لمعاناة شعبٍ عانى بما فيه الكفاية.
“منذ شهرين فقط، كنّا نسمع عن خطة أممية جديدة، واليوم نشهد تعيين المبعوث الأممي العاشر!” بهذه الكلمات افتتح النويري حديثه، مشيرًا إلى سلسلة الفشل المستمرة التي عانى منها الليبيون على يد بعثات الأمم المتحدة. ورغم أنَّ كلَّ مبعوثٍ جاء بحزمةٍ من الآمال والوعود، إلا أنَّ النتيجة دائمًا واحدة: تدوير الأزمات وتأجيل الحلول.
أصبحت هذه الدوامة رمزًا لتغوُّل التدخل الدولي في الشأن الليبي. فما الذي قدّمه هؤلاء المبعوثون سوى وعودٍ خاوية وإطالةٍ لمعاناة وطنٍ يبحث عن الخلاص؟
يُذكّر النويري أبناء شعبه بحقيقةٍ قد تبدو بديهية لكنها تُهمَّش في زحمة التدخلات الدولية: الحلّ لا يمكن أن يكون إلا ليبيًا خالصًا. “لقد أثبتت التجارب أن إرادة الليبيين هي وحدها القادرة على رسم طريق المستقبل”، قال النويري مؤكدًا على أهمية الالتفاف حول مشروع وطني لا يرضخ لأي إملاءات خارجية.
لكن كيف يمكن تحقيق هذا الهدف؟ النويري قدّم رؤية واضحة تتضمن ثلاثة محاور رئيسية:
منذ اندلاع الأزمة الليبية، ظلت البلاد رهينةً لتدخلات أجنبية تسعى إلى فرض أجنداتها الخاصة. النويري كان واضحًا في رسالته: “استعادة القرار الوطني المستقل هو المفتاح الحقيقي لبناء مستقبل ليبيا.” هذا يعني قطع الطريق أمام أي محاولات لاستغلال الأزمة الليبية، وإعادة بناء الدولة بعيدًا عن الضغوط الخارجية التي لم تُسهم إلا في تعقيد المشهد السياسي.
“مصيرنا بأيدينا، ولن يأتي الحل من الخارج”، بهذه الكلمات اختتم النويري رسالته، داعيًا أبناء ليبيا إلى التكاتف والعمل يدًا بيد من أجل إعادة بناء الوطن. إنها دعوةٌ للعودة إلى الجذور، إلى إرادة شعبٍ عظيمٍ رفض أن يكون لعبةً في يد الأجندات الدولية، وأصرَّ على أن يبقى حرًا وأبيًا.
في النهاية، تبقى هذه الرسالة تذكيرًا لنا جميعًا بأن ليبيا ليست مجرد قضيةٍ تُناقش في أروقة الأمم المتحدة، بل هي وطنٌ حيٌّ ينبض بأحلام وتطلعات شعبه. فهل نستجيب لهذا النداء الوطني؟