الانتخابات البلدية الليبية 2025.. بين التحديات والآمال في تعزيز الديمقراطية
في يوم الأربعاء الموافق 15 يناير 2025، شهد مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اجتماعًا موسعًا حضره رئيس المجلس، عماد السائح، وأعضاء مجلس المفوضية إلى جانب مديري الإدارات الفنية ومكاتب الإدارة الانتخابية في المنطقة الجنوبية والغربية. هذا الاجتماع لم يكن مجرد تجمع روتيني بل محطة استراتيجية تُبرز التحضيرات الجادة التي تضعها المفوضية نصب أعينها لتنفيذ استحقاق انتخابي يراه كثيرون خطوة محورية في ترسيخ قيم الديمقراطية المحلية.
استهل السائح الاجتماع بكلمات حملت في طياتها شكرًا وتقديرًا للجهود المبذولة، مؤكدًا أن التحضيرات الحالية تمثل مرحلة حاسمة في مسيرة الديمقراطية الليبية. واعتبر السائح أن نجاح هذه الانتخابات يتطلب تنسيقًا وثيقًا بين مختلف الجهات، وهو مفتاح لضمان سير العملية بسلاسة وشفافية. وأضاف: “نحن على ثقة بأن الانتخابات المقبلة ستشهد تطورًا ملحوظًا في تعزيز الديمقراطية المحلية.”
لم تغفل كلمات السائح عن الإشارة إلى التحديات التي قد تواجه العملية الانتخابية، وهو ما يعكس وعي المفوضية بواقع البلاد. لكن الاجتماع أظهر جاهزية مكاتب الإدارة الانتخابية عبر خطط تفصيلية تهدف إلى معالجة التحديات المحتملة.
التحديات الأمنية واللوجستية تأتي على رأس القائمة، لكن ما يُطمئن هو وجود خطط مرنة يمكن تعديلها وفق متغيرات الميدان. كما أن الاهتمام بتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة يعكس جدية المفوضية في ضمان انتخابات شفافة وفعالة.
من جهة أخرى، تحظى التوعية الانتخابية باهتمام كبير من قبل المفوضية. فعلى هامش التحضيرات، عُقد اجتماع آخر بين إدارة التوعية والتواصل ووسائل الإعلام الوطنية، بهدف وضع استراتيجيات مبتكرة تُشرك المواطن في العملية الانتخابية. الخطط تتنوع بين تغطية مباشرة للمؤتمرات الصحفية وإنشاء برامج توعوية خاصة.
هذا التوجه ليس مجرد محاولة لتعزيز الوعي، بل هو استثمار في مستقبل المشاركة المدنية، حيث إن نجاح الانتخابات لا يُقاس فقط بنسب المشاركة، بل بمدى وعي الناخب بحقوقه وواجباته.
ومن أبرز محاور التحضيرات، جاء اللقاء الذي جمع بين رباب حلب، عضو مجلس المفوضية، والمستشارة السياسية البريطانية، نيكوليت بايكر. اللقاء ركز على سبل تمكين المرأة في العملية الانتخابية، وهو ما يعكس اهتمام المفوضية بتعزيز دور النساء الليبيات في الحياة السياسية.
الالتزام الدولي والمحلي تجاه المرأة يُعد بُعدًا أساسيًا في الانتخابات المقبلة، حيث تبرز أهمية برامج التوعية والتدريب لتمكينها من أداء دورها القيادي في المجالس البلدية.
في إطار التحضيرات الشاملة، عُقدت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وسفراء التوعية. الهدف من هذه الاجتماعات هو ضمان إيصال الرسائل الانتخابية إلى جميع شرائح المجتمع، مع التركيز على أهمية مشاركة الشباب والمرأة كعناصر فعالة في العملية الديمقراطية.
التحضيرات الحالية للانتخابات البلدية “المجموعة الثانية 2025” تعكس رؤية طموحة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات. ومع تحديات الواقع الليبي، يظل الأمل معقودًا على التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف لتحقيق استحقاق يُعزّز الديمقراطية ويبني مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
ختامًا، تُعد انتخابات 2025 اختبارًا حقيقيًا لقدرة ليبيا على تنظيم استحقاقات ديمقراطية في ظل ظروف معقدة. وبين التحضيرات الدقيقة والتحديات القائمة، تظل الرؤية واضحة: بناء مستقبل ديمقراطي يبدأ من صناديق الاقتراع.
