مع دخول فصل الشتاء، ومعه تزايد حالات نزلات البرد والحمى، تتجه الأنظار إلى المركز الوطني لمكافحة الأمراض باعتباره السد المنيع الذي يقف أمام انتشار الأوبئة. في بيان مفصل، كشف المركز عن أرقام وإحصائيات تشكل مزيجًا من القلق والأمل، حيث سلط الضوء على مسببات العدوى الشتوية الثلاثة الرئيسية: الإنفلونزا A وB، والفيروس المخلوي التنفسي، بالإضافة إلى نسبة قليلة سجلت لكوفيد-19.
وفقًا للبيان، جاءت النسب كالتالي:
لكن المثير للاهتمام هو توزيع هذه النسب حسب الفئات العمرية، حيث أظهرت الأرقام هيمنة إصابات الإنفلونزا A على الفئة العمرية فوق 18 عامًا بنسبة 60%. أما الإنفلونزا B، فكانت موزعة بنسب قريبة بين الأطفال والبالغين، بينما سجل الفيروس المخلوي نسبة مرتفعة للأطفال بنسبة 86%، ما يضع الأطفال في دائرة الخطر الأكبر.
في ضوء هذه البيانات، دعا المركز الوطني لمكافحة الأمراض المواطنين إلى الإسراع في أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية. تتزايد أهمية التطعيم مع ظهور هذه النسب المثيرة للقلق، لا سيما أن الفيروسات التنفسية مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي تحمل خطرًا مضاعفًا للأطفال وكبار السن.
من الناحية الاستراتيجية، يعكف المركز على وضع خطط تهدف إلى تقليل نسب الإصابة من خلال حملات توعية جماهيرية حول أهمية التطعيم وسبل الوقاية الشخصية. الأرقام تشير إلى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، حيث يُعد الشتاء الحالي اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام الصحي على التكيف مع الأوبئة المتجددة.