ليبيا الان

المرعاش: الدبيبة ليس رجل دولة وأيامه معدودة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

تُظهر المشهد الليبي الراهن جملة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة، تُلقي بظلالها على عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية الذي باتت تصريحاته محل انتقاد واسع النطاق. من بين أبرز الأصوات التي وجهت سهام النقد للدبيبة، جاء المحلل السياسي كامل المرعاش الذي وصف رئيس الحكومة بـ”غير المؤهل”، مشيرًا إلى أن أيامه في السلطة باتت معدودة.

أثناء مشاركته في منتدى دافوس، ألقى الدبيبة خطابًا أثار الجدل حول رؤيته للوضع في ليبيا. وصف المرعاش هذا الخطاب بـ”السطحي والمليء بالتناقضات”، حيث ادعى الدبيبة أن حكومته تمكنت من إعادة الاستقرار إلى طرابلس، وهو ما نفاه المحلل السياسي تمامًا.
وأوضح المرعاش في مداخلة تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24“ أن المنطقة الغربية شهدت أكثر من 14 صراعًا مسلحًا بين الميليشيات، ما ينفي مزاعم الاستقرار. هذه النزاعات لم تقتصر على المناطق الهامشية بل شملت العاصمة طرابلس نفسها، مما أثار تساؤلات حول جدية حكومة الوحدة في تحقيق الأمن.

اتهم المرعاش الدبيبة بالسعي الحثيث للبقاء في السلطة، معتبرًا أن رئيس الحكومة لا يتوانى عن استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هذه الغاية. “ليس رجل دولة”، قال المرعاش، مشيرًا إلى أن الدبيبة يرفض تقديم أي تنازلات سياسية قد تسهم في إنهاء الانقسام أو التمهيد لإجراء انتخابات شاملة.

لم تقتصر انتقادات المرعاش على الداخل الليبي فحسب، بل امتدت إلى تحليل المشهد الدولي وتأثيره على حكومة الدبيبة. ولفت المحلل السياسي إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي انتقدت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تكون مؤشرًا على تحول في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.
وأضاف المرعاش أن الدبيبة يخشى هذه التغيرات، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في التأكيد على أهمية الاستقرار كعامل رئيسي لتأمين النفط ومحاربة الإرهاب.

الحديث عن الأمن في ليبيا يقودنا إلى النقطة الأكثر حساسية: الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مفاصل العاصمة طرابلس. يرى المرعاش أن الدبيبة يستخدم هذه المجموعات كأداة سياسية، لكنه فشل في السيطرة عليها فعليًا. هذا الوضع الهش يجعل من الصعب على ليبيا مواجهة التحديات الأمنية، مما يزيد من مخاوف المجتمع الدولي.

في ظل تصاعد الغضب الشعبي، خاصة في مناطق مثل مصراتة، حاول الدبيبة الترويج لفكرة أن الاحتجاجات تمثل “مؤامرة خارجية”. لكن المرعاش نفى هذه الادعاءات تمامًا، مؤكدًا أن هذه المظاهرات تعكس رفض الشارع الليبي لاستمرار الدبيبة في السلطة.

يبدو أن المشهد الليبي يتجه نحو سيناريوهات متباينة، تتراوح بين استمرار الفوضى الأمنية ومحاولات فرض الاستقرار من قبل أطراف خارجية. ختم المرعاش تحليله بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية قد تضطر لدعم خيار أمني يقوده طرف أكثر قدرة على تحقيق استقرار شامل، ما يضع حكومة الدبيبة في موقف صعب.

في ظل كل هذه التحديات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الدبيبة على الصمود، وسط انتقادات داخلية وضغوط خارجية، وهو ما يجعل مستقبله في السلطة مرهونًا بتحولات الساحة الليبية والإقليمية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24