ليبيا الان

تيتيه أمام تحدي توحيد المؤسسات ومواجهة الانفلات الأمني

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

مع تولي حنا سيروا تيته منصب المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا، تعود الساحة الليبية لتستقبل شخصية ذات خلفية دبلوماسية رفيعة وخبرة عميقة في التعامل مع النزاعات. عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي، تناول في تصريحاته هذا التعيين بمزيج من التفاؤل والتحفظ، محددًا مجموعة من الملفات الشائكة التي تنتظر المبعوثة الجديدة على طاولة الأزمة الليبية.

تحدث العرفي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″ عن التوافق الدولي الذي أفضى إلى تعيين تيتيه، مشيرًا إلى أن وجود إجماع بين القوى الكبرى يعكس اهتمامًا عالميًا بتحريك المياه الراكدة في ليبيا. ورغم هذا الإجماع، إلا أن تحفظ روسيا يفتح باب التساؤلات حول مدى قدرتها على كسب دعم جميع الأطراف، لا سيما في ظل التوترات السياسية التي تعيشها المنطقة.

يضع العرفي الملف الأمني في صدارة أولويات المبعوثة الأممية. فانتشار السلاح وتعدد التشكيلات المسلحة يجعل من توحيد المؤسسات الأمنية مهمة شاقة تتطلب أدوات مغايرة ونهجًا حازمًا. وأضاف أن الوضع في ليبيا يحتاج إلى فرض سيادة القانون، مشددًا على أن احتكار السلاح بيد الدولة هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار.

وفي سياق آخر، أشار العرفي إلى أن ملف المصالحة الوطنية يمثل تحديًا لا يقل خطورة عن الملف الأمني. وأكد أن التوصل إلى توافق بين الأطراف المختلفة يتطلب أدوات جديدة تبتعد عن النهج التقليدي الذي اتبعته البعثات السابقة.

لم يتوانَ العرفي عن انتقاد حكومة الدبيبة منتهية الولاية، معتبرًا إياها “مغتصبة للسلطة” ومصدرًا للفوضى التي تعيشها المنطقة الغربية. وأضاف أن تيتيه مطالبة بالتعامل بحزم مع الأطراف المعرقلة للعملية السياسية، واستخدام نفوذها الدولي لفرض عقوبات على الجهات التي تسهم في تعقيد المشهد.

اختتم العرفي تصريحاته بتأكيده على ضرورة العمل على تشكيل سلطة تنفيذية موحدة، مع دمج التشكيلات المسلحة في جيش وطني موحد. وأشار إلى أن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب دعمًا دوليًا فعّالًا للتصدي للتدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد المشهد الليبي.

في ظل التحديات الراهنة، تبدو مهمة حنا تيتيه اختبارًا جديدًا لمدى فعالية الأمم المتحدة في إدارة الأزمات المعقدة. فليبيا ليست مجرد ملف سياسي، بل مشهد متشابك من المصالح الدولية، والتحديات الأمنية، والخصومات الداخلية. نجاح تيتيه يعتمد على قدرتها على كسر الجمود السياسي، وفرض سيادة القانون، والتعامل بصرامة مع الأطراف المعرقلة.

يبقى السؤال الأكبر: هل تستطيع تيتيه ترجمة خبرتها الإفريقية إلى خطوات عملية على الأرض الليبية؟ الإجابة تتوقف على مدى قدرتها على تبني آليات غير تقليدية، وتحقيق توازن دقيق بين الضغوط الدولية والتحديات المحلية.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24