من كان يتابع تصريحات المفتي المعزول، الصادق الغرياني منذ سنوات، يكتشف سريعًا أنه لا يرى المشهد في ليبيا إلا بعين واحدة. فهو المفتي المعزول الذي يصمت عندما يكون الجاني من حلفائه، وينطق عندما يكون المستهدف خصومه السياسيين. وعلى الرغم من أنه خرج من المشهد الرسمي منذ فترة، إلا أنه لا يزال يمارس دوره في التحريض عبر منابر إعلامية موالية، محاولًا رسم صورة زائفة عن الواقع الليبي.
في آخر ظهور له عبر قناة “التناصح”، وتابعته “أخبار ليبيا 24“، أطلق الغرياني سلسلة من الاتهامات، مهاجمًا المنطقة الشرقية ومسؤولين فيها، متجاهلًا الفساد المستشري في المنطقة الغربية، حيث يتواجد حلفاؤه. تحدث عن ارتفاع الأسعار ومعاناة المواطنين، لكنه لم يجرؤ على تحميل حكومة الدبيبة مسؤولية الفشل، بل اكتفى بتلميحات خجولة لا ترتقي إلى مستوى النقد الحقيقي.
وعندما تعالت الأصوات متسائلة: أين الغرياني من فساد حكومة الدبيبة وسوء إدارتها؟ كان رده همسًا غير مسموع، وكأنه يخشى أن يقطع آخر الخيوط التي تربطه بالسلطة في طرابلس. الغرياني يدرك تمامًا أن انتقاد حلفائه قد يعزله حتى عن الدوائر التي لا تزال تستمع إليه، لذا يوجه سهام هجومه إلى خصومهم دون تحفظ.
من أغرب ما جاء في تصريحاته، هو مطالبته لحكومة الدبيبة بإعلان “النفير العام” لإخراج الروس من ليبيا وإرسال شكوى لمجلس الأمن. لكنه في المقابل، لم يذكر كلمة واحدة عن التغلغل التركي في مفاصل الدولة، أو عن آلاف الجنود الأتراك والمرتزقة الذين جلبتهم أنقرة إلى ليبيا. لم يطالب حكومة الدبيبة بموقف مشابه تجاه تركيا، بل على العكس، يعتبرها “ولي نعمته”، ويتغاضى عن تدخلاتها المستمرة، حتى وإن كانت تتجاوز السيادة الليبية.
ينتقد الغرياني سياسات المصرف المركزي ويقول إن “الأموال تستنزف”، لكنه لا يشير إلى أن حكومة الدبيبة صرفت أكثر من 700 مليار دينار في أقل من ثلاث سنوات، دون أي نتائج ملموسة على حياة الليبيين. يتحدث عن الفساد في تعيينات المنطقة الشرقية، لكنه يتجاهل التعيينات العشوائية التي تتم في الغرب، حيث يتم توظيف المحسوبين على الميليشيات بمرتبات خيالية، في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق.
تحول الغرياني من عالم دين إلى رجل سياسة منحاز، يوظف خطابه لخدمة أجندة معينة. لم يعد صوته يعبر عن ضمير الشعب الليبي، بل صار لسان حال طرف واحد، يغض الطرف عن جرائم الفساد حين تصدر من المقربين له، ويهاجم بقوة حين يكون المستهدف خصومه السياسيين. في النهاية، لم يعد أحد يستمع إليه إلا من يؤمنون بالخطاب الشعبوي التحريضي، أما عموم الليبيين، فقد أدركوا أنه لم يعد يمثلهم بأي شكل من الأشكال.
المدعو الغرياني الذي سبق للبرلمان إبعاده عن دار الافتاء عندما اصبحت فتاويه مغرضه ومسيسه
واليوم الغرياني لم يعد العمر يؤهله لا للفتوي كرجل دين ولا يؤهله ذو رأي سياسي متزن وسديد يمكن لليبيين الاصغاء إليه فلم يعد يتكلم من منطلق رؤيه واضحه ومنطقيه بل اصبح متحمس للاداء باراء بها الكثير من ازدواجية المعايير ومنها ماهو حلال على مليشات طرابلس حرام علي الجيش الليبي وأبرز ازدواجية المعايير عنده لم يقول شئ عن وجود قاعده إيطاليه في مصراته تمارس في نشاط تجسسي علي دول افريقيا ولم يتكلم عن وجود قوات إنجليزية امريكيه في غرب ليبيا ولم يتكلم عن وجود جيش تركي في قاعدة الوطيه وفي معيتيقه وهل يعلم الغرياني ان الوطيه ممنوع علي الليبيين الإقتراب منها أقل من 9 كيلومتر ومعيتيقه محرم علي الليبيين دخولها جيش ليبيا في شرق ليبيا سلاحه روسي ويستحال قطع سلته بروسيا لسبب الاحتياجات للصيانه هذه الاسلحه والحاجه ماسه للاستشارات من خبراء ولكن مليشيات غرب البلاد سلاحها ليس تركي أو إيطالي أو إنجليزي ولا أمريكي لذلك لا مبرر لجلب اتراك و انجليز وطليان وامريكا كان علي الغرياني ان يجب اجلاء كل القوات الاجنبيه من علي التراب الليبي