زليتن.. مدينة تغرق في بحر من الإهمال
في قلب ليبيا، حيث تلتقي السماء بالأرض، تقف زليتن شامخة برغم جراحها العميقة. مدينةٌ كانت يوماً ما رمزاً للجمال والحياة، أصبحت اليوم غارقة في أزمةٍ لا تُطاق. ارتفاع منسوب المياه، الذي تفاقم مع موجة الأمطار الأخيرة، لم يكتفِ بغمر الشوارع والمنازل، بل غمر أيضاً قلوب سكانها باليأس والإحباط.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
140 أسرة نزحت من منازلها، تاركةً خلفها ذكريات وأحلامًا غرقت تحت المياه. البلدية، برغم محدودية إمكانياتها، تحاول أن تكون عوناً لهذه الأسر، حيث تكفلت بدفع إيجاراتهم السكنية منذ عام. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستستطيع البلدية تحمل هذا العبء؟ الإجابة تبدو غامضة، خاصةً في ظل انتظار مخصصات مالية قد لا تأتي في الوقت المناسب.
اجتماعات عاجلة وأمل في حلول دولية
في محاولةٍ يائسة لإيجاد حلول، تعقد اللجنة الفنية العليا اجتماعاتٍ متواصلة مع فريق إنجليزي مختص وصل إلى طرابلس منذ يومين. هذا الفريق، الذي يحمل معه خبراتٍ عالمية، قد يكون الأمل الأخير لزليتن في الخروج من هذه الأزمة. لكن هل ستكون الخبرات الأجنبية كافية لإنقاذ مدينة تعاني من سوء البنية التحتية منذ سنوات؟
سوء البنية التحتية.. الجرح النازف
زليتن، التي تُعد من أقل المدن الليبية حظًا بالمشاريع التنموية، تعاني من توقف مشاريع عودة الحياة. البنية التحتية المتهالكة لم تعد قادرة على تحمل أبسط التحديات، مما يجعل المدينة عرضةً لأي أزمةٍ طبيعية أو بشرية. هذا الإهمال المتعمد أو غير المتعمد، يطرح تساؤلاتٍ كبيرة عن مستقبل المدينة وسكانها.
زليتن في عيون العالم
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى قضايا كبرى، تظل زليتن في طي النسيان. مدينةٌ تكافح من أجل البقاء، تبحث عن بصيص أمل في ظلام الإهمال. هل ستكون الأزمة الحالية جرس إنذارٍ للعالم ليلتفت إلى هذه المدينة المنكوبة؟ أم ستظل زليتن غارقة في بحرٍ من الإهمال والنسيان؟
نداء استغاثة
زليتن، التي كانت يوماً ما جنةً على الأرض، أصبحت اليوم رمزاً للمعاناة. نداء استغاثة يخرج من قلب هذه المدينة، يطلب العون والمساعدة. فهل ستستجيب الجهات المعنية لهذا النداء؟ أم ستظل زليتن غارقة في بحرٍ من الإهمال، تنتظر من ينقذها من الغرق؟