ليبيا الان

أسعار السلع تقفز قبل رمضان وسط طلب متزايد

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

الأسواق بين مطرقة الطلب وسندان الأسعار… سباق الرمضان يشتعل

مع اقتراب شهر رمضان، تتبدل ملامح الأسواق الليبية. تنبض الحياة في الشوارع والأسواق، أصوات الباعة تتعالى، وروائح الخضروات الطازجة تمتزج مع عبق التوابل. لكن وسط هذا الزخم، هناك شعور عام بالقلق والضيق يخيّم على وجوه المتسوقين. الأسعار ترتفع بوتيرة غير مألوفة، والقلوب مثقلة بأسئلة لا تجد لها إجابات واضحة.

في أحد الأسواق الشعبية بطرابلس، يقف بائع الخضروات خلف عربته المليئة بألوان الطبيعة الزاهية. يتحدث بحسرة: “البطاطا زادت 20% فجأة! الناس بتسأل ليه؟ وأنا نفسي مش لاقي رد”. وبينما ينشغل بتعبئة أكياس البصل والطماطم، ينظر إلى زبونة تتردد بين الشراء أو المغادرة فارغة اليدين.

ارتفاع غير مبرر أم نتيجة طبيعية؟
الطلب الموسمي خلال شهر رمضان ليس بالأمر الجديد، لكنه هذه المرة جاء مع مضاعفات معقدة. المضاربة في الأسواق خلقت فجوة بين العرض والطلب، فيما تراجع دخل المواطن الليبي بفعل التضخم وتأخر الرواتب.

يعلق أحد أصحاب محلات المواد الغذائية قائلاً: “شوف، السلع موجودة وما في نقص حقيقي، لكن في مضاربة كبيرة. الأرز ومعجون الطماطم ارتفعوا، بس الغريب إن الزيت واللحوم المجمدة نزلوا شوية”.

لكن مع كل هذا الحديث عن وفرة السلع، يقف المواطن الليبي أمام معادلة صعبة: جيب فارغ مقابل رفوف ممتلئة. “كيف نعيش؟”، تتساءل إحدى السيدات وهي تتفقد أسعار الشاي والقهوة. “25 دينار للشاي؟ و55 دينار للقهوة؟! ده جنون!”

التضخم يفتح أبواب المعاناة
التضخم، ذلك الوحش الاقتصادي، يستمر في قضم دخول الأسر الليبية. وبحسب بيانات مصرف ليبيا المركزي، بلغ معدل التضخم السنوي 2.1% نهاية العام الماضي. لكن الأرقام الباردة لا تعكس حقيقة الوجع على الأرض.

مع تأخر صرف رواتب أكثر من 2.3 مليون موظف حكومي، ازدادت الضغوط الاقتصادية على الأسر. الأسواق تتحول إلى ساحات صراع، بين حاجات الأسرة ومتطلبات السوق.

“كل يوم بنروح السوق ونرجع بنص الحاجة. المصارف محددة السحب، والرواتب متأخرة. كيف نكمل رمضان كده؟”، يقول رب أسرة وهو يحمل أكياساً شبه فارغة.

احتكار القلة… قنبلة موقوتة
في قلب الفوضى الاقتصادية تكمن مشكلة الاحتكار. قلة قليلة من السماسرة تتحكم في دفة الأسعار. يوضح خبير اقتصادي: “الاحتكار هو السبب الرئيسي للغلاء. السلع متوفرة والمخزون يكفي لأشهر، لكن المضاربة هي اللي بترفع الأسعار”.

رمضان… موسم التربح أم التضامن؟
رغم قتامة المشهد، تبرز مبادرات إنسانية في بعض الأسواق. يعرض بعض التجار السلع الأساسية بسعر التكلفة، في محاولة للتخفيف عن كاهل المواطنين.

لكن هذه المبادرات تظل خجولة أمام موجة الغلاء العاتية. “نحتاج رقابة قوية، مش بس مبادرات مؤقتة”، يقول أحد المواطنين.

الحلول في الأفق؟
الحرس البلدي يؤكد متابعته اليومية للأسواق، لكنه يعترف بوجود فجوات في الرقابة. “إحنا بنراقب الأسواق، لكن الطلب المرتفع هو السبب الرئيسي في الغلاء”، يقول متحدث رسمي.

من جهتها، تؤكد وزارة الاقتصاد توفر السلع الأساسية لموسم رمضان، لكنها لم تصدر بعد قوائم تسعيرات رسمية للأسواق، مما يفتح الباب للمضاربات والممارسات الاستغلالية.

بين الأمل والمعاناة
ومع اقتراب شهر رمضان، تبقى الصورة قاتمة في الأسواق الليبية. المواطنون يعيشون بين مطرقة الغلاء وسندان الحاجة. الأسواق تعج بالبضائع، لكن الأيادي فارغة. بين مبادرات الخير ومضاربات السماسرة، يظل المواطن الليبي هو الضحية الحقيقية.

فهل تحمل الأيام القادمة انفراجة، أم سيظل شهر الرحمة موسماً للغلاء والمعاناة؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24