ليبيا الان

رمضان في ليبيا.. شهر العطاء والتآزر الاجتماعي

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

ليبيا، خلال شهر رمضان، تتحول إلى ساحة نابضة بالحياة والتكافل، حيث تتجلى أسمى قيم التعاون والعطاء بين أبنائها. في كل زاوية من مدنها وقراها، تمتد أيادي الخير لتضيء ليالي المحتاجين، وتتحول الشوارع إلى لوحات رمضانية يملؤها الأمل والبركة.

مع غروب الشمس، تتزين الساحات بمفارش طويلة تمتد كأنها شرايين تحمل الدفء إلى قلوب الصائمين. هنا، لا فرق بين غني وفقير، بين مواطن وعابر سبيل، فالجميع مدعو لمائدة واحدة، حيث يتقاسمون لقمة الإفطار بروح الإخاء.

أمام المساجد والأسواق، وفي الأحياء السكنية، ينتشر متطوعون يوزعون وجبات الإفطار، وكأنهم ملائكة رحمة ينثرون البركة في كل مكان. إنها لحظات لا تُشترى، حيث تمتزج فرحة الإفطار بسعادة العطاء.

مع بداية الشهر، تبدأ عجلة الخير بالدوران. المبادرات الفردية والجماعية تكتسح البلاد، والجمعيات الخيرية تتنافس في تقديم الدعم للأسر المحتاجة. الأسواق تتحول إلى مراكز لجمع التبرعات، والمدارس تفتح أبوابها لاستقبال المساعدات.

يأتي الهلال الأحمر الليبي، والمنظمات التطوعية، ليشكلوا حلقة وصل بين المتبرعين والمحتاجين، مقدمين كل ما يلزم من مواد غذائية وملابس العيد للأطفال الذين ينتظرون بسعادة أن يحل يوم الفرح.

على موائد الإفطار، يلتف أفراد العائلة حول أطباق تعكس التراث الليبي، من “البازين” إلى “الشوربة العربية”، حيث يمتزج عبق الطعام بنكهة الذكريات. رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل شهر اللقاءات العائلية التي تعيد الدفء إلى البيوت، وتحيي القيم الاجتماعية التي تميز المجتمع الليبي.

ولا يتوقف الأمر عند العائلات، بل يمتد ليشمل الجيران، حيث يتبادلون الأطباق، وكأنهم يؤكدون أن رمضان هو شهر المحبة والكرم.

بينما يسكن الهدوء الشوارع في ساعات النهار، تنبض الأسواق بالحياة بعد الإفطار. حركة البيع والشراء تزداد، وروائح الحلويات التقليدية تعبق في الأجواء.

في بعض المدن، تُنظم مهرجانات رمضانية تبرز الهوية الثقافية لليبيا، حيث تُعرض المنتجات التقليدية، وتُقام العروض الفنية التي تحاكي التراث الشعبي. إنها ليالٍ رمضانية تحيي القلوب قبل أن تنعش الأسواق.

كل عام، يعود رمضان ليجدد روح العطاء في ليبيا، حيث يصبح كل فرد شعلةً تنير درب الآخرين. في هذا الشهر، تتلاشى الفروقات، وتتجسد أجمل معاني الإنسانية، ليظل رمضان في ليبيا ليس مجرد شهر عبادة، بل موسمًا يفيض بالحب والتكافل والتراحم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24