ليبيا الان

إدمان الألعاب الإلكترونية يعزل الأطفال ويثير قلق الأسر الليبية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

وسط الطفرة التكنولوجية المتسارعة، أصبحت الألعاب الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأطفال والشباب، مما يثير جدلاً واسعًا بشأن تداعياتها على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية. وبينما يراها البعض وسيلة لتنمية المهارات الإدراكية والتواصل، يحذر آخرون من أنها قد تشكل حاجزًا يعزل الأجيال الناشئة عن بيئتهم الحقيقية.

في مدينة البيضاء، يعبر محمود العريفي عن قلقه حيال نمط حياة حفيديه، اللذين يبلغان من العمر ثماني وعشر سنوات، إذ يقضيان معظم يومهما أمام شاشات الأجهزة اللوحية، منغمسين في عوالم الألعاب الإلكترونية، حتى بات التواصل الأسري شبه معدوم. يقول العريفي: “حاولت مرارًا كسر هذا الروتين اليومي بأخذهم إلى الحدائق والمتنزهات، لكنهم يرفضون، مؤكدين أن الألعاب الإلكترونية أكثر إثارة ومتعة”.

لا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لليلى عبدالمولى، التي تسكن في العاصمة طرابلس، حيث تشير إلى أن أبناءها الثلاثة تحولوا إلى “كائنات رقمية” لا تكاد تفارق الأجهزة الذكية، موضحةً أن ذلك أثر بشكل واضح على سلوكهم اليومي، إذ باتوا أكثر انعزالًا وعصبية. وتقول: “عندما أحاول الحد من استخدامهم للإنترنت، يواجهونني بردود فعل حادة، وقد يرفضون حتى تناول الطعام أو أداء واجباتهم المدرسية”.

أما خالد السويدي، وهو والد لمراهق في بنغازي، فيتحدث عن مشكلة أخرى تتعلق بمحتوى منصات التواصل الاجتماعي، حيث لاحظ تغيرًا في اهتمامات ابنه، إذ بات يقضي ساعات طويلة في متابعة مقاطع الفيديو والتفاعل مع منشورات تتناول مواضيع غير ملائمة لسنه. ويوضح: “كلما حاولت مراقبة نشاطه الرقمي، يلجأ إلى إنشاء حسابات بأسماء وهمية، مما يجعل من الصعب التحكم في ما يشاهده”.

هذا القلق المتزايد لم يقتصر على الأفراد، بل امتد ليشمل المؤسسات التعليمية، حيث أطلقت إحدى المدارس الخاصة في طرابلس مبادرة تهدف إلى مواجهة إدمان التكنولوجيا بين الأطفال. تضمنت المبادرة تنظيم أنشطة تفاعلية تجمع بين الألعاب التقليدية والرقمية، إلى جانب عقد ورش عمل توعوية لأولياء الأمور حول مخاطر الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية.

يعلق الدكتور جلال البكوش، أستاذ علم الاجتماع، على هذه الظاهرة قائلاً: “إدمان التقنية يظهر في عدة مظاهر، منها اضطرابات النوم، ضعف التركيز، وتغيرات في السلوك الاجتماعي. تكمن المشكلة الأساسية في غياب التوازن، حيث يفشل العديد من أولياء الأمور في تحقيق معادلة بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على نمط حياة صحي”.

ويرى البكوش أن الحل يكمن في تكاتف الجهود بين الأسرة والمجتمع، مشددًا على ضرورة فرض رقابة رسمية عبر سنّ تشريعات تلزم الشركات المزودة للإنترنت بفلترة المحتوى الضار، إلى جانب تعزيز التوعية حول أساليب التعامل السليم مع العالم الرقمي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24