ليبيا الان

وفاة مسن في ليبيا تثير جدلًا حول قرابته لصدام حسين

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في مشهد يختلط فيه الواقع بالخيال، شهدت ليبيا حادثة أثارت الجدل وفتحت باب التساؤلات على مصراعيه. دار الوفاء لرعاية العجزة والمسنين بمنطقة مسة في الجبل الأخضر أعلنت وفاة أحد نزلائها، وهو رجل مسن يدعى “يحيى إبراهيم الحسن”، مع تأكيدها على كونه الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ادعاء لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة من الشكوك والردود المتباينة.

منشور مقتضب على صفحة دار الوفاء كان كفيلاً بإثارة عاصفة من التساؤلات، فقد جاء فيه نعي للراحل مع وصفه بأنه عالم في الطبيعة والفيزياء النووية، يحمل الجنسية العراقية، وهو الأخ غير الشقيق لصدام حسين. لكن المفاجأة لم تكن فقط في الادعاء، بل في انعدام أي سجل رسمي يوثق ذلك، سواء في الأوساط العراقية أو على محركات البحث العالمية.

التناقض بدأ يظهر مع تدقيق المختصين والمتابعين، إذ أن المعروف تاريخيًا أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين له ثلاثة إخوة غير أشقاء فقط، هم برزان وسبعاوي ووطبان، وجميعهم أبناء “صبحة طلفاح” من زوجها إبراهيم الحسن التكريتي.

لم يتأخر رد العشيرة العراقية حول هذه الادعاءات، فقد خرج الشيخ مناف علي الندى، شيخ عشيرة صدام حسين وابن عمه، ليضع حدًا للجدل، حيث أكد في تصريحات لوسائل إعلام ليبية أن هذا الاسم لم يكن يومًا ضمن أفراد العائلة، وأنه لا يمت للرئيس العراقي الراحل بصلة.

هذا التصريح قطع الطريق على أي محاولات لتمرير الرواية التي قدمتها دار المسنين الليبية، لكنه في المقابل زاد من حالة الغموض، فكيف لرجل يدّعي صلة قرابة بشخصية تاريخية بحجم صدام حسين أن ينتهي به المطاف في دار مسنين شرق ليبيا، دون أي إثبات رسمي أو حتى اهتمام إعلامي مسبق؟

يبقى السؤال الأهم، من هو يحيى إبراهيم الحسن فعلاً؟ وكيف انتهت حياته في دار للعجزة دون أن يكون له أي وجود مُثبت في السجلات الرسمية؟ وإذا كان عالمًا في الطبيعة والفيزياء النووية كما زُعم، فلماذا لم يظهر اسمه في الأوساط العلمية أو البحثية العراقية أو الدولية؟

الفرضيات كثيرة، لكنها تصطدم جميعها بجدار الغموض، فإما أن يكون الرجل قد عاش في عزلة تامة لسنوات طويلة حتى تلاشت هويته، أو أن هناك تضخيمًا متعمدًا لقصة وفاته لأغراض مجهولة.

ليس من المستغرب أن تنتشر مثل هذه الأخبار المثيرة، خصوصًا في ظل حالة الاضطراب السياسي والإعلامي التي تعيشها ليبيا. فغياب المؤسسات الرسمية القوية يترك مجالاً واسعًا للإشاعات والقصص الغامضة التي تجد صدى في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

كما أن ليبيا كانت عبر العقود الماضية محطة للكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية التي اختارت العيش في الظل، بعيدًا عن الأضواء، سواء بعد سقوط أنظمتهم أو هروبهم من الملاحقات القضائية أو السياسية. فهل كان يحيى إبراهيم الحسن أحد هؤلاء؟ أم أن القصة برمتها لا تعدو كونها لبسًا في الأسماء؟

في ظل غياب أي توثيق رسمي، ستبقى هذه القصة واحدة من الألغاز التي تضاف إلى سجل الأحداث الغريبة التي تشهدها المنطقة. فالرجل رحل دون أن يترك وراءه إجابات كافية، وبين تأكيدات دار الوفاء ونفي عشيرة صدام، يبقى الجمهور أمام روايتين متناقضتين لا تملك إحداهما دليلًا دامغًا على صحتها.

سواء كان الراحل أخًا غير شقيق لصدام حسين أم مجرد شخص آخر يحمل اسمًا غير مألوف، فإن ما حدث يعكس كيف يمكن لحادثة فردية أن تتحول إلى قضية رأي عام عندما تفتقد المعلومات الرسمية الواضحة، وتبقى الحقيقة رهينة التاريخ الذي يكتب بيد المنتصرين، أو بيد أولئك الذين يملكون القدرة على تقديم الأدلة التي لا تقبل الجدل.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24