في لقاء يعكس ديناميكيات المشهد السياسي الليبي، استقبل المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، حنا تيتيه، في مقر القيادة العامة. هذه الزيارة تأتي في توقيت حساس، حيث لا تزال ليبيا تبحث عن مخرج سياسي يعيد ترتيب المشهد ويقود البلاد نحو انتخابات مؤجلة منذ سنوات.
اللقاء لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل جاء محمّلًا برسائل واضحة حول أهمية استكمال المسار السياسي، وسط تعقيدات الواقع الليبي. المشير حفتر، الذي يمثل طرفًا فاعلًا في المعادلة السياسية والأمنية، أكد دعم القيادة العامة لجهود الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. في المقابل، أبدت تيتيه حرصها على استمرار الحوار، مع إشادة واضحة بدور القوات المسلحة في ترسيخ الاستقرار.
لكن السؤال الأهم يظل: هل يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تحرك الجمود السياسي فعليًا؟ ليبيا، التي شهدت مسارات تفاوض متعددة، لا تزال عالقة بين تعقيدات الداخل وضغوط الخارج. التوافق على تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية قُدمًا قد يبدو خطوة إيجابية، لكنه يبقى مرهونًا بإرادة الأطراف المختلفة وقدرتها على تجاوز الخلافات العالقة.
ومع استمرار هذه اللقاءات، يبقى الأمل معلقًا على مدى قدرة الفاعلين السياسيين على تحويل التصريحات إلى خطوات عملية تُفضي إلى حل مستدام، في بلد أنهكته المراحل الانتقالية والتجاذبات الدولية.