كشف تقرير لوكالة نوفا الإيطالية عن انخفاض صادم في صادرات الغاز الطبيعي الليبي إلى إيطاليا خلال أول شهرين من عام 2025، حيث هوت بنسبة 75% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مسجلةً مستوى تاريخيًا جديدًا يثير قلق أوروبا بشأن أمن إمدادات الطاقة.
ويأتي هذا الانخفاض في وقتٍ بالغ الأهمية، حيث يعتمد حقل بحر السلام الليبي، الواقع قبالة سواحل صبراتة، على بعد حوالي 110 كيلومترات، على استثمارات ضخمة للحفاظ على مستويات إنتاجه الحالية وتلبية الطلب المحلي والدولي المتزايد.
وينتج الحقل حاليًا نحو مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، وذلك بفضل 26 بئرًا، 11 منها تحت الماء. إلا أن هذا الإنتاج يواجه تحديات جمة، حيث تشير التقارير إلى أن عدم الاستقرار السياسي ونقص الاستثمار ومشاكل البنية التحتية تعيق الاستغلال الكامل لإمكانات الحقل، الذي يمتلك احتياطيات إجمالية تقدر بحوالي 70 تريليون قدم مكعب.
وفي ظل هذا التراجع في الصادرات الليبية، لجأت إيطاليا إلى تعويض النقص من خلال زيادة وارداتها من الغاز الجزائري، حيث سجلت نموًا بنسبة 31% على أساس سنوي في الفترة نفسها. وبشكل عام، ارتفعت واردات الغاز من شمال إفريقيا (الجزائر وليبيا) بنسبة 21%، لتصل إلى 3.5 مليار متر مكعب بين يناير وفبراير 2025.
يُذكر أن مشروع تطوير بحر السلام بدأ في عام 1977 بفضل التعاون التاريخي بين ليبيا وإيطاليا، إلا أن الإنتاج لم يصبح مستدامًا إلا في عام 2005. ويُعد الحقل مصدرًا حيويًا للغاز الطبيعي الذي يصل إلى إيطاليا عبر خط أنابيب تحت سطح البحر.
ويُثير هذا الانخفاض الصادم في صادرات الغاز الليبي إلى إيطاليا تساؤلات حول مستقبل إمدادات الطاقة إلى أوروبا، ويُسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى استثمارات ضخمة في حقل بحر السلام لضمان استمرار تدفق الغاز وتلبية الطلب المتزايد.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا