ليبيا الان

تصريحات موسى الكوني في واشنطن… حقيقة طرح القضايا المعقدة لا تغطي خطر التقسيم

خلفت التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، خلال المؤتمر السنوي السابع للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية في واشنطن، جدلا وانتقادا كبيرين حول مستقبل ليبيا، وكشفت عن عمق الانقسامات السياسية والإقليمية التي تعصف بالبلاد، بعد أن طرح فكرة اعتماد نظام فيدرالي يقسم البلاد إلى ثلاثة أقاليم تاريخية، متهما جهات سياسية بعرقلة الانتخابات، كما كشف عن وجود قوات أجنبية تسيطر على قواعد عسكرية ليبية، مما أثار ردود فعل متباينة بين الليبيين والمجتمع الدولي.

واقترح الكوني نظامًا فيدراليًا يعتمد على الأقاليم التاريخية الثلاثة في ليبيا: طرابلس، وبرقة، وفزان، بحيث يكون لكل إقليم برلمان منتخب ومرشح رئاسي، مع مجلس رئاسي يتناوب على قيادة البلاد. وبرر الكوني اقتراحه بأنه سيمكن كل إقليم من إدارة شؤونه الخاصة، ويخفف الضغط على العاصمة، ويعزز الوحدة الوطنية، ويحقق تنمية اقتصادية متوازنة بين الأقاليم.

إلا أن هذا الاقتراح قوبل بانتقادات واسعة، حيث اعتبره البعض دعوة صريحة لتقسيم ليبيا، وتكريسًا للانقسامات الإقليمية، وتهديدًا لوحدة البلاد. بينما رأى فيه آخرون حلاً ممكنًا للأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات، ووسيلة لتحقيق اللامركزية وتوزيع السلطة والثروة بشكل عادل بين الأقاليم.

واتهم الكوني جهات سياسية ليبية بتعمد عرقلة تنظيم الانتخابات، بهدف الحفاظ على نفوذها ومصالحها. وأشار إلى أن القادة الليبيين يختلفون في ما بينهم، ويعيدون تدوير أنفسهم في السلطة، مما يعيق أي تقدم نحو حل الأزمة.

وزعم الكوني أن النظام الفيدرالي سيسمح بتجاوز هذه العقبات، وإعادة الحقوق لمنطقة فزان التي يمثلها، والتي تعاني من التهميش والإهمال.

وقد أثارت هذه الاتهامات تساؤلات حول مدى جدية الأطراف السياسية الليبية في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإمكانية التوصل إلى توافق حول الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات.

وتحدث الكوني عما قال إنه منع لطائرته من التحليق فوق قاعدة براك الشاطئ الجوية،  بالقول إن ليبيا فقدت سيادتها على أراضيها، ودعا الولايات المتحدة إلى المساعدة في استعادة هذه السيادة في إشارة إلى نفوذ روسي في القاعدة.

وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مدى نفوذ القوات الأجنبية في ليبيا، وتأثيره على مستقبل البلاد، وإمكانية التوصل إلى حل للأزمة الليبية في ظل وجود قوى أجنبية متنافسة.

وأشار الكوني إلى تهميش الجنوب الليبي، وتدهور الأوضاع الأمنية فيه بسبب وجود المرتزقة الأجانب والجماعات المسلحة. ودعا إلى مؤتمر دولي لمساعدة ليبيا في إدارة حدودها الجنوبية، التي تشكل نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين والأسلحة والمخدرات.

وقد سلطت هذه التصريحات الضوء على التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه الجنوب الليبي، وتأثيرها على استقرار ليبيا والمنطقة.

تباينت ردود الفعل على تصريحات الكوني، حيث اعتبرها البعض جريئة وصريحة، وكاشفة لحقائق مؤلمة، بينما رأى فيها آخرون محاولة لتقسيم البلاد وإثارة النعرات الجهوية، وتأجيج الصراعات.

وقد أثارت هذه التصريحات نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الليبية، وحظيت بتغطية إعلامية دولية واسعة.

وتعكس تصريحات موسى الكوني حجم التحديات التي تواجه ليبيا، والانقسامات العميقة بين الأطراف السياسية والإقليمية. وتطرح رؤيته للنظام الفيدرالي تساؤلات حول مستقبل الدولة الليبية، وإمكانية تحقيق الاستقرار في ظل وجود قوى أجنبية متنافسة، وتدخلات خارجية متزايدة. كما أثيرت التساؤلات عن الهدف من طرح نائب رئيس المجلس الرئاسي لمثل ذلك المقترح من واشنطن التي يعتبرها كثيرون سببا في الكثير من الأزمات التي تعانيها المنطقة.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

بوابة افريقيا الاخبارية