سوس النخيل يهدد نخيل أوجلة.. ومطالبات بتدخل عاجل
تواجه مدينة أوجلة تحدياً زراعياً متفاقماً بسبب الانتشار المتزايد لحشرة سوس النخيل، التي طالت ما يقارب 30% من مزارع النخيل في المدينة، وفق ما كشفه عميد بلديتها محمد بترون، في تصريحات صحفية خص بها قناة ليبيا الأحرار، ورصدتها أخبار ليبيا 24.
وأوضح بترون أن هذه الأزمة لم تكن وليدة الأيام الأخيرة، بل بدأت تتصاعد منذ ما قبل شهر رمضان، وسط محاولات محلية محدودة للسيطرة على الوضع، لكنها تصطدم بعوائق عدة أبرزها ضعف الإمكانيات ونقص المعدات المتخصصة في مكافحة هذه الحشرة.
وأشار عميد البلدية إلى أن جهاز الرقابة الزراعية يبذل جهوده ضمن قدراته المتاحة، إلا أن غياب الدعم الرسمي من الحكومتين في طرابلس وبنغازي يعيق أي تقدم فعلي نحو الحل. ولفت إلى أن الجهات الرسمية لم تقدم أي شكل من أشكال الدعم الفني أو المالي، ما جعل الوضع يتدهور بوتيرة متسارعة.
وأكد بترون في حديثه أن حجم الخطر لا يقتصر فقط على مزارع محدودة، بل يتوسع ليشمل مساحات زراعية شاسعة، مشيراً إلى اكتشاف مزرعة جديدة وصفها بأنها “شبه متضررة كلياً”، ما يشير إلى تفاقم الوضع يوماً بعد آخر، دون أن يُقابل بخطط استجابة واضحة من الجهات المعنية.
وبحسب بترون، فإن مدينة أوجلة تحتوي على أكثر من 900 ألف نخلة، تمثل ركيزة أساسية في النشاط الزراعي والاقتصادي للمنطقة، ومع ذلك لا توجد آلية دقيقة لرصد عدد الأشجار المصابة فعلياً، في ظل غياب الدعم التقني والتخصصي المطلوب.
وفي ضوء هذا الوضع، طالب عميد البلدية بتدخل مباشر وسريع من الجهات المسؤولة، وتحديداً الحكومات الرسمية، من أجل توفير المعدات الحديثة والكوادر الفنية المتخصصة التي يمكنها احتواء هذه الآفة قبل أن تتسبب في كارثة زراعية يصعب تداركها مستقبلاً.
وتعد حشرة سوس النخيل من أخطر الآفات الزراعية التي تصيب النخيل، حيث تهاجم النخلة من الداخل وتؤدي إلى تآكل أنسجتها الداخلية، ما يتسبب في ضعفها ثم سقوطها، إن لم تُعالج سريعاً. وغالباً ما تتطلب مكافحتها استخدام تقنيات حديثة مثل الحقن الداخلي والمبيدات المتخصصة، إلى جانب الرصد الدوري عبر فرق فنية مدربة.
من جهتها، لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من الجهات الحكومية توضح موقفها من هذه الأزمة أو خططها المستقبلية لمعالجتها، وهو ما يزيد من حالة القلق بين المزارعين وأهالي المدينة، الذين يترقبون خطوات فعلية تنهي هذه المعاناة المستمرة.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان، أم أن النخيل في أوجلة سيظل وحيداً في معركة لا تكافؤ فيها؟