في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم خريطة الاستثمار في قطاع الطاقة، أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان، عن إطلاق المرحلة الرابعة من جولة العطاء العام، والتي تُعد الأولى منذ أكثر من 17 عامًا.
جاء الإعلان خلال فعالية رسمية في إسطنبول، بحضور خليفة عبد الصادق وزير النفط المكلف بحكومة الدبيبة منتهية الولاية وممثلي شركات الطاقة العالمية من ثلاث قارات.
أكد سليمان أن المؤسسة تسعى إلى شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات النفطية العالمية، مع ضمان شروط تعاقدية مجدية لكلا الطرفين. وأوضح أن الهدف هو جذب استثمارات نوعية في مجالات الاستكشاف والتنقيب، خاصة في المناطق الحدودية والمياه العميقة، والتي تشكل ركيزة الخطة الطموحة لزيادة الإنتاج إلى 3 ملايين برميل يوميًا.
تضم الجولة الجديدة 22 قطعة جغرافية، منها 11 بحرية، موزعة على جنوب ووسط ليبيا، ما يعكس توجهًا لاستغلال الموارد بمنهجية علمية. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الركود في الاستكشاف، مما أثر سلبًا على الاحتياطيات الوطنية. ولفت سليمان إلى أن المؤسسة تعتمد تقنيات متطورة مثل الاستخلاص المعزز للنفط، خاصة في الحقول الناضجة.
كشفت المؤسسة عن تجاوز الإنتاج 1.4 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، و2 مليار قدم مكعبة من الغاز، فيما تُقدَّر الاحتياطيات المثبتة بأكثر من 48 مليار برميل. وتأمل ليبيا، صاحبة أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، أن تعزز مكانتها كأحد أهم اللاعبين في السوق العالمية، خاصة مع التحولات المتسارعة في قطاع الطاقة.
شهدت الفعالية عرضًا تفصيليًا من لجنة العطاء حول الجوانب الفنية والقانونية، تخلله حوار مباشر مع الشركات للإجابة على استفساراتهم. وجدير بالذكر أن هذه الجولة تهدف إلى كسر العزلة عن القطاع النفطي الليبي، وإرسال رسالة طمأنينة للمستثمرين بشأن الاستقرار والفرص الواعدة.
