في تطور لافت، رست السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” في ميناء طرابلس، حاملةً على متنها قائد الأسطول السادس الأمريكي نائب الأدميرال “جيه. تي. أندرسون” والسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند.
الزيارة، التي وصفتها السفارة الأمريكية بأنها تهدف إلى “تعزيز الاستقرار الأمني”، أثارت موجة من التحليلات والتساؤلات حول أبعادها الحقيقية في ظل المشهد الليبي المتشظي.
سياق الزيارة وأبعادها السياسية
جاءت الزيارة ضمن سلسلة تحركات أمريكية مكثفة تجاه ليبيا، حيث أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تسعى لتعزيز حلفائها في غرب ليبيا، خاصة مع تصاعد المنافسة الدولية على النفوذ في البلاد. في المقابل، يرى مراقبون أن اختيار الأسطول السادس – أحد أكثر الأساطيل الأمريكية قوة – لإرسال رسائل واضحة لأطراف داخلية وخارجية.
تحذيرات محللين من تداعيات التحرك
في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″، حذر المحلل السياسي محمد امطيريد من أن الزيارة قد تكون مقدمة لمشروع “قوات مشتركة” تهدف إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الليبية تحت مظلة أمريكية. وأضاف: “واشنطن تتعامل مع انقسام طرابلس كفرصة ذهبية لفرض أجندتها.”
من جانبه، أشار المحلل نصرالله السعيطي إلى أن التحرك العسكري الأمريكي يتزامن مع مفاوضات حول الانتخابات الليبية، مما يعزز شكوكًا حول محاولة فرض شروط سياسية. وقال: “الرسالة واضحة: أمريكا لن تسمح بأي حل لا يخدم مصالحها.”
ردود الفعل المحلية والدولية
في حين رحّبت حكومة الوحدة منتهبة الولاية بالزيارة ووصفتها بـ”خطوة إيجابية”، عبرت أطراف أخرى عن قلقها من تعميق التبعية للأجندة الأمريكية. كما لم تصدر أي تعليقات رسمية من شرق ليبيا، فيما تبقى الزيارة مؤشرًا على أن ليبيا ما زالت ساحة مفتوحة للصراع الدولي، وأن أي حلول سياسية أو أمنية ستظل رهينة موازين القوى الإقليمية والدولية.