الصغير: لا انتخابات دون عودة السيادة للبرلمان ومقره بنغازي
أكد وكيل وزارة الخارجية الأسبق والدبلوماسي السابق حسن الصغير، أن الدعوات المتصاعدة نحو إجراء انتخابات برلمانية مع استمرار تغييب الشرعية البرلمانية والسيادية، هي خطوات وصفها بأنها “مضللة ومكرسة للانقسام السياسي والجغرافي”. وفي تدوينة مطولة على صفحته الشخصية بفيسبوك، رصدتها أخبار ليبيا 24، شدد الصغير على أن أي مسار انتخابي لا يعيد الاختصاصات السيادية والرئاسية لمجلس النواب، ولا يعترف ببنغازي مقرًا شرعيًا ودائمًا له، “هو مسار مرفوض”.
قال الصغير بوضوح إن مجلس النواب هو الجهة الوحيدة المنتخبة شرعيًا في ليبيا، وإن الإبقاء على المجلس الرئاسي، الذي وصفه بأنه “غير منتخب ولا يمتلك أي غطاء شرعي”، يمثل تواطؤًا سياسيًا ضد الإرادة الشعبية، مشيرًا إلى أن أي انتخابات تُجرى دون إعادة هذه الاختصاصات للبرلمان، وبدون إلغاء المجلس الرئاسي، “هي إعادة إنتاج للفوضى”.
وانتقد الصغير مشروع الدستور الحالي، معتبرًا أنه لا يمثل تطلعات الليبيين، مؤكدًا أن أي مسودة لا تُعرض للاستفتاء حسب قاعدة “50% +1” في كل إقليم، لن تكون مقبولة. وأضاف: “لن نقبل باستفتاء يجعل أحد الأقاليم يفرض رؤيته على الآخرين”. وشدد على أن التوافق الإقليمي شرط لا بد منه، حفاظًا على وحدة الدولة وبنيانها القانوني.
وفي هجوم واضح على ما وصفه بـ”بيان النخب الطرابلسية”، أشار الصغير إلى أن 90% من الموقعين على البيان هم من داعمي ومؤيدي انقلاب فجر ليبيا، مضيفًا أن هذا البيان “يخدم محاولة تسويق خيار طرابلسي على أنه خيار وطني عام”، مؤكداً أن “البيان لا يمثل إلا مصالح طرابلس ولا يعبر عن بقية الأقاليم”.
وعن الانتخابات البلدية، شدد الصغير على أن تنظيمها في ظل الانقسام السياسي الحالي هو عبث، موضحًا أن حكومة طرابلس تمتلك الأموال والمناصب وستوظفها لترجيح كفة قوائم معينة. وأردف: “لا يمكن القبول بخداع الناس بأن البلديات كيانات خدمية فقط، فقد رأينا كيف تم توظيفها سياسياً حتى من البعثة الأممية”.
انتقد الصغير أداء مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني، متهمًا إياه بتحويل منصبه إلى “منبر للخطابة الرنانة”، بعيدًا عن الدور الدبلوماسي الحقيقي. وذكّر بأن السني هو أحد نتاجات اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة، و”هو أحد رموز الفشل الذي ينتقده بنفسه”، بحسب وصفه.
وأضاف الصغير أن الإدارة الأمريكية الحالية “لا تملك تصورًا للحل في ليبيا”، وأن أي رؤية خارجية، أمريكية أو غيرها، لن تُحدث تغييرًا في صف البرلمان والجي