تتواصل ردود الفعل الغاضبة في ليبيا بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها محمد الرعيض، رجل الأعمال وعضو مجلس النواب، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الليبي، والتي دعا فيها إلى رفع الدعم عن الوقود والكهرباء والمياه، محمّلاً المواطن الليبي مسؤولية الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وفي أعقاب تلك التصريحات، تداول مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات واسعة لمقاطعة منتجات شركة “النسيم” للألبان والعصائر، المملوكة للرعيض، والتي تُعد من أبرز العلامات التجارية الغذائية في السوق الليبي.
الرعيض، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة، قال إن “ضعف مرتبات الموظفين ليس ذنب الحكومة، بل نتيجة ثقافة الاعتماد على الدولة”، مضيفاً أن السياسات التعليمية الحالية، والتي تسمح بدخول جميع الطلاب إلى الجامعات، تؤدي إلى “كارثة” اقتصادية نتيجة الضغط على سوق العمل الحكومي.
كما أرجع الرعيض جزءاً من الأزمة الاقتصادية إلى “ثقافة المواطن”، في تصريحات اعتُبرت من قبل العديدين تحميلًا للمواطن البسيط أعباء السياسات الاقتصادية الخاطئة.
عدد من الشخصيات العامة والسياسية انتقدوا تصريحات الرعيض بشدة.
محمد شعبان المرداس، السفير الليبي السابق لدى سوريا، قال إن الرعيض “يصنع المجد لنفسه بأموال الشعب ويكوش على الإنجازات كما لو كانت من إنجازات بقرة”، في إشارة إلى استفادته من المال العام.
فيما قال فيصل بوالرايقة، المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن من يدعو إلى رفع الدعم هو من “بنى إمبراطوريته فوق أنقاض الفقراء لأنه كان أقرب فقط إلى صنبور المال العام”.
أما طه حديد، الناطق السابق باسم قوة حماية سرت، فسخر من تصريحات الرعيض قائلاً: “طلع سبب المشكلة إن المواطن يقرأ ويتخرج ويتوظف وياخذ في بنزينة رخيصة وكهرباء ومياه، مش الفساد أو إهدار المال العام”.
من جانبه، دعا علي بوسبيحة، رئيس فريق المصالحة التابع للمترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، إلى مقاطعة مصانع ومنتجات الرعيض، قائلاً: “لو استطاع التحكم في أكسجين الهواء لباعه لكم”.
تزامنت هذه التصريحات مع نشر صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر بعض المواطنين وهم يعلنون مقاطعتهم لمنتجات “النسيم”، في تصعيد احتجاجي غير مسبوق ضد أحد أكبر رجال الأعمال في ليبيا، والداعم المعروف لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وتبقى تداعيات هذه الدعوات للمقاطعة مرهونة برد فعل الشارع الليبي ومدى تأثيرها على شركة النسيم وسوقها المحلي.
