قال المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، إن بعض مكونات الشارع الليبي تسعى بشكل واضح إلى تحقيق الاستقرار، وأن هناك توافقا عاما سابقا حول ضرورة إجراء الانتخابات، لكن الفشل المستمر لجميع الأطراف السياسية في تنفيذ هذا الاستحقاق يدل على عدم وجود نية حقيقية لإتمامه، مما يفرض على هذه الأطراف أن تتوصل إلى اتفاق شامل يمكّن من إنجازه.
في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أضاف أن “الليبيين يعلّقون آمالا كبيرة على المجتمع الدولي والدول المتدخلة في الشأن الليبي لإيجاد حل للأزمة، غير أن ذلك لن يتحقق ما لم تتوافق القوى السياسية الليبية فيما بينها وتتحمل مسؤولياتها”.
وانتقد المحلل السياسي الليبي أداء المجلس الرئاسي، مؤكدا أنه “فشل في تنفيذ المهام التي كُلّف بها، وعلى رأسها ملف المصالحة الوطنية، إذ يشهد المجلس خلافات وانقسامات داخلية بين أعضائه، أدت إلى تقديم كل عضو مبادرة مختلفة، وصدور قرارات ومراسيم من دون تنسيق أو إدراك واضح لحساسية المرحلة السياسية”.
وتابع مؤكدا أن “الليبيين سبق أن خاضوا تجربتين انتخابيتين في 2012 و2014، وكلتاهما انتهتا بالفشل، ورغم الحاجة الملحة اليوم إلى انتخابات، إلا أن إجراءها في ظل الانقسامات الراهنة قد يؤدي إلى عدم اعتراف الأطراف المتصارعة بنتائجها، إذا تعارضت مع مصالحها، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويؤجل فرص الحل الحقيقي”.