أكد المحلل الجزائري المختص في الملف الليبي، جلال الحرشاوي أن الكتيبة 444 الموالية لحكومة الوحدة لعبت “دورًا محوريًا في أحداث الليلة الماضية” في طرابلس، والتي انتهت بمقتل عبد الغني الككلي، زعيم جهاز دعم الاستقرار.
وأوضح الحرشاوي في تصريحات لوكالة نوفا الإيطالية، أن هذا الدور تجلى “سواء من خلال تدبير الكمين ضد الككلي أو من خلال السيطرة على أجزاء كبيرة من أراضيه بعد وفاته”.
وشدد الحرشاوي على أن اللواء 444 “معروف بعلاقاته الوثيقة مع تركيا”، معتبرًا أن تحركات الساعات القليلة الماضية “تصب في مصلحة المصالح التركية بحكم الواقع”. وأشار إلى أن “أنقرة لطالما سعت إلى بيئة أمنية أقل تجزئة في طرابلس”، مضيفًا أن “إزاحة أمير حرب قوي كغنيوة يُفضي تلقائيًا إلى بيئة أمنية أكثر تماسكًا في العاصمة الليبية”. ورغم ذلك، استبعد الحرشاوي أن تكون هذه الخطوة “تعني بالضرورة دعم الدبيبة شخصيًا”، مؤكدًا أن الهدف الأوسع هو تحقيق تماسك أمني أكبر في العاصمة.
ووصف الحرشاوي مقتل “غنيوة”، “وهو من أقدم زعماء الميليشيات بعد 2011 في طرابلس” والمتهم بانتهاكات حقوق الإنسان، بأنه يمثل “نهاية حقبة من الحكم غير الرسمي والوحشي في كثير من الأحيان في حي أبو سليم المكتظ بالسكان”، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنه “يُنذر أيضًا بعصر جديد من عدم اليقين”.
وبحسب مصادر ليبية، أكد الحرشاوي أن الوحدات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية، وعلى رأسها اللواء 444 بقيادة الجنرال محمود حمزة المدعوم من تركيا، باتت تسيطر على “كامل محيط منطقة أبو سليم”. ورأى أن هذه الخطوة، “رغم البعد الشخصي لخطوة الدبيبة ضد الككلي، إلا أنها، من منظور هيكلي أوسع، تُمثل خطوةً نحو جهاز أمني أكثر تماسكًا وأقل تشرذمًا، والذي من المرجح أن يتجاوز ولاية الدبيبة”.
وفي أعقاب الاشتباكات، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة أن الوضع في المدينة عاد إلى “الآمن والمستقر”، وحثت المواطنين على استئناف أنشطتهم الطبيعية. ووصفت مصادر محلية تواصلت مع “نوفا” طرابلس بأنها “خالية من السكان، مع وجود واضح للقوات الرسمية وغياب تام للميليشيات المسلحة في الشوارع الرئيسية”. كما استأنف مطار معيتيقة الدولي عملياته الاعتيادية.
وأشاد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بوزارتيه للدفاع والداخلية “لإنجازاتهما في إعادة الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة”، مؤكدًا أن “ما تم تحقيقه اليوم يثبت أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وصون كرامة المواطنين، ويمثل خطوة حاسمة نحو القضاء على الجماعات غير النظامية”.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا