تحذير من رفض مبكر للمبادرة الأممية
حذر عضو مجلس النواب، علي التكبالي، من أن مقتل آمر جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي “غنيوة” في طرابلس، قد يؤدي إلى مزيد من الانغلاق السياسي في العاصمة، مؤكدًا أن هذه الحادثة من شأنها أن تعمّق الانقسامات داخل المعسكر الغربي، وتدفع قادة المجموعات المسلحة إلى التشدد في مواقفهم.
وقال التكبالي، في تصريح خاص، إن التصعيد الأمني الأخير “لن يكون عابرًا”، بل سيؤثر بشكل مباشر على مناخ التفاوض، خصوصًا في ظل محاولات أممية لإحياء مسار التسوية، عبر لجنة استشارية تعمل تحت إشراف البعثة الأممية.
ورأى النائب أن “الحديث عن تسوية سياسية شاملة سيصطدم بواقع ميداني هش، تغذيه الحسابات الفئوية والتحالفات المتغيرة”، مضيفًا أن بعض القادة المسلحين لن يقبلوا بأي خارطة طريق لا تضمن استمرار نفوذهم الأمني والاقتصادي، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام معادلة صعبة.
وأوضح أن الانقسامات السياسية ليست وحدها العائق، بل إن “غياب الثقة المتجذر بين الأطراف، وتبادل الاتهامات حول الولاءات والارتباطات، يجعلان من أي مبادرة أممية أشبه بمحاولة في الفراغ”.
ورغم نبرة التشاؤم، لم يغلق التكبالي الباب أمام إمكانية التعامل مع المبادرة الأممية، لكنه اشترط أن تكون “مدروسة بعناية، وتراعي التوازنات الداخلية والواقع الأمني”، مشيرًا إلى أن البرلمان والمجلس الأعلى للدولة قد يناقشان المقترحات المطروحة، لكن دون استعجال أو التزام فوري.
وختم بالقول إن “الضغوط الدولية قد تُستخدم هذه المرة ليس لتقريب وجهات النظر، بل لفرض أمر واقع، وهو ما قد يزيد التوتر بدلًا من تخفيفه”.