العنوان
في خطوة يراها مراقبون ذات أبعاد لوجستية وسياسية، أعلنت وزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، عبر الهيئة العامة للطيران المدني، عن إعادة فتح مطار طرابلس العالمي أمام الرحلات الخاصة ورحلات الإسعاف الجوي، بدءًا من اليوم الثلاثاء، بعد نحو عشر سنوات من الإغلاق بسبب ما شهدته العاصمة من صراعات وأحداث دامية.
وجاء التعميم، المنشور عبر منظومة معلومات الطيران (AIS)، متضمنًا تفاصيل فنية دقيقة عن المدرجات والممرات والمرافق الجوية التي ستكون متاحة للتشغيل، بهدف ضمان سلامة وأمان الحركة الجوية.
توقيت يثير التساؤلات
ورغم أن القرار يأتي قبل اكتمال أعمال الصيانة الشاملة، إلا أنه يتزامن مع تصاعد التوترات بين حكومة الدبيبة وجهاز الردع المتمركز في قاعدة معيتيقة، وسط ما يصفه محللون بـ”أزمة النفوذ” داخل العاصمة، وتراجع قدرة الحكومة على السيطرة على مفاصلها الأمنية والعسكرية، لا سيما في ظل استمرار إغلاق مطار معيتيقة أمام الرحلات الجوية منذ أيام.
–دعوات بلدية لرحيل حكومة الدبيبة
ويرى مراقبون أن افتتاح المطار – حتى بشكل جزئي – قد يكون محاولة رمزية لإثبات الوجود والسيطرة من قبل حكومة الوحدة، في ظل استمرار التحديات الميدانية والسياسية، واحتدام الصراع على السلطة والنفوذ في طرابلس.
المطار العائد من الرماد
يقع مطار طرابلس العالمي في الجزء الجنوبي من العاصمة، على بُعد 30 كيلومترًا من مركز المدينة، وكان قد تعرض لتدمير واسع خلال معركة “فجر ليبيا” عام 2014، التي أسفرت عن تدمير ما يُقدّر بـ90% من بنيته التحتية، بما في ذلك مبنى الركاب الرئيسي.
وفي سبتمبر 2024، أصدر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة تعليمات ببدء صيانة مهبط الطائرات وصالة الركاب، ضمن خطة لإعادة تشغيل المطار تدريجيًا، لكن حتى الآن لم يُعلن عن جاهزية المرافق بالكامل.
ويُنتظر أن تكشف الأسابيع القادمة إن كان هذا القرار سيُمهد فعليًا لإعادة فتح المطار أمام الرحلات التجارية، أم أنه مجرد تحرك سياسي موضعي في سياق التنافس الداخلي على الشرعية والسيطرة داخل العاصمة.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا