اعتبرت مجلة فورميكي الإيطالية أن انهيار الدولة الليبية بدأ فعليًا في عام 2011، مع سقوط نظام معمر القذافي في “حرب خاطفة” قادتها فرنسا بقيادة نيكولا ساركوزي، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
ووصفت المجلة التدخل الغربي بأنه افتقر إلى خطة ما بعد الحرب، وقالت: “الحقيقة التي يصعب على كثيرين الاعتراف بها في ليبيا، هي أن الغرب تخلى عن دوره كقوة تنظيمية، فلم يكن هناك رجال على الأرض، ولا إرادة سياسية واضحة.
وأشارت المجلة إلى أن المجتمع الدولي أوكل إدارة الفوضى في ليبيا لأطراف أخرى، متوهمًا أن بعض المؤتمرات في جنيف ستكون كافية لتحقيق الاستقرار، مضيفة أن ما تشهده ليبيا اليوم ليس فوضى عشوائية أو قدرًا محتومًا، بل نتيجة مباشرة لخيارات سياسية خاطئة، وسذاجة استراتيجية، وعجز عملياتي خطير من جانب القوى الغربية.
وأكدت فورميكي أن “ليبيا تمثل نموذجًا صارخًا لما يحدث حين يُخدع الغرب بوهم إمكانية تغيير الشرق الأوسط عبر نوايا حسنة فقط، متجاهلًا أن استخدام القوة، رغم وحشيته أحيانًا، قد يكون ضروريًا في بعض السياقات.
وخلص التقرير إلى أن ليبيا باتت دولة منهارة، تتحول تدريجيًا إلى ساحة مفتوحة تتصارع فيها الميليشيات المسلحة والجماعات الجهادية وشبكات تهريب البشر، إلى جانب تدخلات لقوى أجنبية، في غياب السيادة والنظام والسلام.
وحذّرت المجلة من أن “الوقت ينفد”، مشيرة إلى أن المذكرات الرسمية لم تعد كافية، وأن استمرار المسار الحالي سيؤدي إلى فقدان الغرب حتى لصوته في مستقبل ليبيا.