شهدت الجلسة الرسمية لمجلس النواب التي عقدت الإثنين في مدينة بنغازي جدلا بين عضو المجلس عن زليتن عز الدين قويرب وزميله النائب عن بنغازي عيسى العريبي حول الميزانية المقترحة لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا الذي يديره بلقاسم خليفة حفتر، والمقدرة بنحو 69 مليار دينار للسنوات الثلاثة المقبلة.
وتساءل عضو مجلس النواب عن زليتن عزالدين قويرب عن ميزانية الصندوق والأرقام التي قدرها بـ”23 مليار دينار كل سنة” وما إن كانت تناسب الوضع المالي الحالي للدولة الليبية، وقدرة المصرف المركزي على تغطية النفقات بالعملة الليبية بينما تجرى التعاقدات مع شركات أجنبية بالدولار واستمرار عمليات شراء الدولار من السوق الموازي، الأمر الذي يقوض قدرة المصرف المركزي في دعم الدينار والسيطرة على النظام المالي، ويتسبب في ارتفاع معدلات التضخم.
كما تساءل “لماذا لا يقوم المصرف المركزي بتمويل الشركات المتعاقدة على تنفيذ المشروعات التنموية وإعادة الإعمار بالدولار بدلا من التعاقد بالدينار الليبي، لتقوم هذه الشركات بتدبير الدولار من السوق الموازي؟”، مشيرا إلى إمكانية إجراء اعتماد إضافي في حال اكتمال الميزانية السابقة للصندوق البالغة 10 مليارات دينار.
وشدد قويرب على أن ميزانية صندوق التنمية وإعادة الإعمار يجب أن تدرج في الباب الثالث للميزانية الليبية، وتوضيح القيمة المالية للتعاقدات التي أجراها الصندوق منذ تأسيسه، منتقدا عدم إدراجها وغياب البيانات والمعلومات، لافتا إلى أن المشكلة الأساسية مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة كانت في عدم تبويب الباب الثالث، إذ رفض مجلس النواب منحه الميزانية لهذا السبب (الصرف دون تحديد).
وأضاف: لقد أقر المجلس ميزانية لثلاث سنوات سابقا، و«نحن كسلطة موقتة لا نملك هذا الحق، ولا يجب ترتيب التزامات طويلة الأمد على الدولة الليبية… مع ذلك منحنا ميزانية الصندوق 30 مليار دينار بواقع 10 مليارات لكل عام، واليوم أريد توضيح مصير هذه المليارات، و500 مليون دينار المخصصة للمنطقة الغربية، وما إذا كانت العشرة مليارات سنويا كافية أم لا؟ وما هي المشروعات المتعاقد عليها؟ وهل هي كافية أم تحتاج إلى اعتماد إضافي؟.
ورد النائب عن دائرة بنغازي عيسى العريبي على ما قاله قويرب، معتبرا أن قرار إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا من أفضل قرارات مجلس النواب، الذي نجح في إعمار مدينة درنة بعد الكارثة والغضب الشعبي الكبير، مشيرا إلى عمل الصندوق «في كل المدن التي يستطيع الوصول إليها، بما فيها المشاريع الاستراتيجية كالجامعات والمطارات.
وحذر العريبي من “تعطيل قطار التنمية” وقال إن “إيقاف هذه المشاريع سيسيء إلى مجلس النواب وسيزيد الغضب الشعبي”، مطالبا زميله النائب عزالدين قويرب بـ”وضع لافتة” في منطقته “لإعادة الإعمار والاستقرار” لتوفير الدعم اللازم لها من مجلس النواب، ورد قويرب: “لا تزايد”، فعلق العريبي: “أنت من تزايد يا عزالدين، إنك تعيش هنا في برقة، متى ذهبت إلى زليتن؟ ثم صاح “اسكت لا تقاطعني”.
وخصص مجلس النواب جلسته الرسمية التي عقدها برئاسة عقيلة صالح لمناقشة مشروع الميزانية الخاصة بالحكومة المكلفة من المجلس برئاسة أسامة حماد والميزانية الخاصة بصندوق التنمية وإعادة الإعمار.