ارم – أثار تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، بإنهاء نفوذ الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس تساؤلات حول مدى قدرته على إنجاز ذلك.
وقال الدبيبة في مقطع مصور بثته صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: “أقول إن لديكم أملاً في التخلص من الميليشيات، وحلم دولة القانون والمؤسسات يكاد أن يكون واقعاً قريباً”.
إستراتيجية مستمرة
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من اشتباكات عرفتها العاصمة الليبية غداة مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ “غنيوة” في خطوة أثارت مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلق الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، على الأمر، بالقول، إن “إستراتيجية تفكيك التشكيلات المسلحة في طرابلس هي موضوع تم العمل به منذ فترة وشملت التشكيلات التي فرضت سطوتها على أغلب إدارات ووزارات الدولة والهيمنة على مواردها المالية، وتعيين شخصيات محسوبة عليها”.
تنظيم انتخابات رئاسية
وتابع عبد الكافي لـ “إرم نيوز” أن “هذه العملية هي بحالة تدرج منذ سنوات، ولا تزال مستمرة، لكن لن تكتمل إلا بعد أن يكون هناك استقرار حقيقي على مستوى البلاد، أي أن يكون برلمان موحد وحكومة موحدة، وأن يتم تنظيم انتخابات رئاسية وتصدر قرارات على مستوى الدولة، وتشمل جميع التشكيلات المسلحة، وأيضاً إعادة تأهيل وترتيب هذه التشكيلات بشكل عملي أي يجب أن تكون هناك تشكيلات تابعة لرئاسة الأركان، وأخرى لوزارة الداخلية بعد عملية فلترتها”.
وأضاف أن “هذه الإستراتيجية تأتي على مراحل إلى أن تتم إعادة تأهيل التشكيلات المسلحة حتى يتم التخلص من العناصر التي تؤدي إلى حدوث اشتباكات، وفرض سطوتها على الإدارات، وتفكيك عملية الولاء لقيادات هذه التشكيلات بتسمية قادة جدد”.
وختم عبد الكافي بالقول إن “استقرار ليبيا لا يأتي إلا من خلال فرض سيطرتها، وجمع السلاح، وتنظيم صفوف جيشها، وعلى الدولة احتكار السلاح بعد تنظيم وحداتها الأمنية والعسكرية”.
وقال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي: “أعتقد بأن مشكلة إخلاء العاصمة طرابلس من الميليشيات، وتفكيكها، تصطدم بعدد من العراقيل، وهي أن القوات العسكرية غير المنظمة تملك نفوذاً داخل مؤسسات الدولة في العاصمة، وتملك أسلحة وعتاداً عسكرياً كبيراً وقويّاً”.
وأضاف العبدلي في تصريح لـ “إرم نيوز”، أن “عبد الحميد الدبيبة لديه خطوات مهمة من ناحية تفكيك مثل هذه القوات العسكرية، وسيحاول تفكيك أي قوات عسكرية لا تأتمر بأوامره”.
وتابع: “لكن السؤال هنا؛ هل ستكون هناك محاباة بين الميليشيات؟ أعتقد أن هناك سيناريوهات، من بينها أن هناك ميليشيات ستبقى، وأخرى سيتم تفكيكها أو الحرب معها، وهذا السؤال ستجيب عنه الأيام حول صدق الدبيبة وحكومته لإخلاء العاصمة من الميليشيات”.