عاجل ليبيا الان

تحقيق فرنسي مثير حول قاعدة جوية في ليبيا

مصدر الخبر / المشهد

 

بينما أعلنت شركة «فاغنر» انسحابها من مالي يوم 6 يونيو الجاري، تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري في أفريقيا، بعدما أعاد الكرملين إحياء علاقاته مع ليبيا، معتمدا على قاعدة الخادم قرب بنغازي لنقل المعدات جوا.

وحسب وحدة التحقيقات «إنفو فيريف» التابعة لإذاعة فرنسا الدولية، فقد كشفت عن مسار رحلة طائرة شحن روسية عملاقة، من قاعدة حميميم قرب اللاذقية في سورية، إلى منطقة الساحل الأفريقي، مرورا بليبيا، فيما لم تقابل هذه الأنباء بتعليق من قبل قوات «القيادة العامة»، بقيادة المشير خليفة حفتر، حتى اللحظة.

مسار الطائرة الروسية
وعادت الإذاعة إلى تاريخ 16 مايو 2025، وقتها غادرت طائرة أنتونوف-124 قاعدة حميميم في سورية بعد الظهر، متجهة إلى أفريقيا. وحتى الآن.

تُعد هذه الطائرة العملاقة آخر من غادر هذه القاعدة قرب اللاذقية، وهي أحدث حلقة في عملية إعادة انتشار قسرية واسعة النطاق للجيش الروسي عقب تغيير النظام في دمشق.

الطائرة التي جرى تتبعها تُعرف بأنها من الطائرات المخصصة للمطارات الأفريقية، حيث صُممت طائرة «أنتونوف-124» لنقل حمولات ثقيلة وضخمة (تصل إلى 100 طن أو أكثر)، لكنها تتطلب مدارج خرسانية طويلة. وبحلول العام 2025، ستتشارك أوكرانيا وروسيا الجزء الأكبر من أسطول طائرات «أنتونوف-124» العالمي. ويُقدر إجمالي عدد الطائرات من هذا النوع التي لا تزال في الخدمة حول العالم بحوالي 20 طائرة.

وحسب التحقيق الفرنسي، لفت الانتباه أحد مشغلي خطوط الطيران وهو اللواء الجوي 224، التابع لوزارة الدفاع الروسية. وقد استفاد العديد من العملاء، من القطاعين الخاص والعام بما في ذلك الجيش الفرنسي، من خدماتها في مهام نقل جوي استثنائية قبل فرض العقوبات الدولية على أسطول الوحدة. ولم يُحدَث سجل مهامهم على موقعهم الإلكتروني منذ العام 2014 .

ومن بين طائرات أسطولها الطائرة التي تحمل الرمز «RA-82030»، وهي مسجلة كطائرة مدنية. وفي نهاية مايو، ووفقا لبيانات موقع التتبع «Flight Radar 24»، قطعت الطائرة رحلة تقارب 10.000 كيلومتر بين سورية وأفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذه الأثناء، توقفت في قاعدة الخادم الليبية، الواقعة على بُعد حوالي 100 كيلومتر شرق بنغازي، عاصمة برقة.

وليس من السهل تتبع الطائرات التي تقلع من حميميم، ففي الواقع، ووفقا لبيانات مفتوحة المصدر، يبدو أن طاقم الطائرة يُطفئ أجهزة الإرسال والاستقبال بانتظام. وهكذا، ظهرت طائرة الشحن الروسية على الشاشات في 16 مايو 2025، الساعة 3:17 مساء، على بُعد عشرات الكيلومترات من القاعدة الروسية في سورية.

عادات الطيارين الروس
وشرح مهندس طيران للإذاعة الفرنسية كيف يمكن أن تختفي بيانات الموقع فجأة «يمكن إيقاف وظيفة البث التلقائي للمراقبة التابعة في جهاز الإرسال والاستقبال، وهو أمر غير حكيم إذا كان الطاقم يطير في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى. ولكنه ليس مخالفا للقانون طالما تم الحفاظ على وضع اتصال الطائرة في جهاز الإرسال والاستقبال».

كما فسر الأمر أيضا بأن الطائرة تحلق ببساطة عبر مناطق ميتة من حيث أجهزة الاستقبال المتصلة بمنصات التتبع. وفي هذه الحالة، يبدو الأمر أشبه بإيقاف متعمد لأنه أمر شائع جدا. زيادة على ذلك، تحلق الطائرة فوق البحر الأبيض المتوسط، والمجال الجوي غير مزدحم، لذا لن يأتي أحد للاحتجاج، كما يضيف الخبير.

ولفهم عادات الطيارين الروس في المنطقة بشكل أفضل، قامت وحدة «إنفو فيريف» بتحليل سجلات الرحلات السابقة: نقطة الانطلاق، والوجهة، والارتفاع، والمسار المتبع. ولاحظوا وقوع حادث مماثل في 4 مايو، على متن الطائرة نفسها، وهي تغادر سورية. ومن المثير للاهتمام في ذلك اليوم أن مسار الرحلة ظهر لاحقا في المنطقة المجاورة مباشرة لقاعدة الخادم الليبية.

بعد التحقق، تشير العديد من التقارير مفتوحة المصدر إلى أن أحداثا كثيرة قد وقعت في هذه القاعدة خلال الأشهر الأخيرة. ففي وقت سابق من هذا العام، وثقت جريدة «لوموند» ما لا يقل عن ثماني رحلات جوية بين ديسمبر 2024 ويناير 2025 بين حميميم في سورية والخادم في ليبيا.

وراجعت الإذاعة الفرنسية قنوات تلغرام المقربة من مجموعة فاغنر وفيلق أفريقيا، لتجد آثارا لشحنات أسلحة روسية إلى الخادم، بما في ذلك أسلحة ثقيلة ومركبات مدرعة من نفس النوع الذي تستخدمه روسيا في سورية.

يقول منشور تلغرام: «منظمات جديدة تكنولوجيا جديدة أماكن قديمة.. تذكروا جذوركم!». ويُرجح أن الكاتب يشير إلى أولى عمليات انتشار فاغنر في ليبيا العام 2018، أو إلى حقبة الحرب الباردة عندما نشر الجيش الليبي معدات سوفيتية، أين تم تحديد الموقع الجغرافي الدقيق لهذا الفيديو، المُلتقط أمام حظائر الطائرات في قاعدة الخادم.

هل هبطت الطائرة في قاعدة الخادم؟
بالنسبة إلى لو أوزبورن، عضو مجموعة «كل العيون على فاغنر»، يمكن تفسير هذا الوجود بالتقارب بين موسكو وبنغازي: «منذ وفاة زعيم المجموعة يفغيني بريغوزين، اعتبارا من سبتمبر 2023، تعززت العلاقات بين المشير خليفة حفتر والكرملين وكان هناك جهد في هذا المجال في وقت فك الارتباط في سورية ومن وقتها حدث تقارب قوي إلى حد ما، سياسيا وعسكريا».

وأخيرا، تساءلت الإذاعة الفرنسية، هل هبطت طائرة «أنتونوف-124» (RA-82030) في 16 مايو في قاعدة الخادم؟ مؤكدة صعوبة تأكيد الأمر بعد انقطاع جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها لذلك وحسب شركة ماكسار، وهي شركة أمريكية متخصصة في رصد الأرض وتقديم خدمات التصوير الفضائي، في 18 مايو، أي بعد يومين من مغادرة سورية، كانت الطائرة المبحوث عنها متوقفة على مدرج الخادم. ولم يُبلغ عن وجود أي طائرة أخرى من نفس النوع في المنطقة في الوقت نفسه.

ليس هذا فحسب، إذ ستواصل الطائرة رحلتها إلى أفريقيا، حيث ستزور باماكو وواغادوغو على التوالي بين 20 و26 مايو، قبل أن تعود أخيرا إلى روسيا.

المصدر : الوسط

إقرأ الخبر ايضا في المصدر من >> المشهد الليبي

عن مصدر الخبر

المشهد