أكد عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، أن جهاز الردع يتمسك بمواقعه ولن يتخلى عنها إلا بالقوة، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني في العاصمة الليبية طرابلس.
وأوضح بن شرادة أن قوات الردع تختلف عن جهاز دعم الاستقرار السابق الذي كان يقوده عبد الغني الككلي، مشيرًا إلى أن الاختلاف يكمن في البيئة الاجتماعية الحاضنة لكل منهما، خصوصًا في منطقة سوق الجمعة التي تتميز بترابط اجتماعي يشبه الأسرة الواحدة، مما يجعل تفكيك جهاز الردع فيها أمرًا غير مرغوب فيه لدى السكان.
وأشار إلى أن تجربة الفوضى الأمنية التي شهدتها منطقة أبو سليم بعد حل جهاز دعم الاستقرار، تركت انطباعًا سلبيًا لدى سكان سوق الجمعة الذين يخشون تكرار السيناريو ذاته في مناطقهم.
وفي تقييمه للوضع المؤسسي غرب ليبيا، قال بن شرادة إن المنطقة تفتقر إلى مؤسسات شرطية أو عسكرية حقيقية تعمل وفق مبدأ الولاء المؤسسي، مؤكدًا أن الهيكل الأمني يتكون من مجموعات ذات نفوذ مناطقي، من بينها جهاز الردع الذي يرى نفسه جزءًا من منظومة وزارتي الداخلية والدفاع، وليس كيانًا مستقلًا.
واختتم بن شرادة تصريحاته بالتأكيد على غياب مؤسسات الدولة الفعلية، معتبرًا أن ليبيا لم تصل بعد إلى مرحلة الدولة، حيث أن المؤسسات عبارة عن مجموعات والشعب لا يزال منقسمًا بين الشرق والغرب.
