ليبيا الان

الجبل الأخضر بين الحريق والتدمير.. حماية الغابات حماية للإنسان

العنوان

تُعد منطقة الجبل الأخضر في شمال شرق ليبيا من أغنى المناطق بالغطاء النباتي، إذ تحتضن نحو 70% من النباتات المحلية، وتتميز بأعلى معدلات الهطول المطري في البلاد، ومع ذلك، فإن هذه “الرئة الخضراء” تشهد منذ عقود تدهورًا متسارعًا في غطائها النباتي، حيث خسر الجبل الأخضر أكثر من 131 ألف هكتار من الغابات الكثيفة بين عامي 1994 و2023، بمعدل تراجع سنوي يتجاوز 5%.

 

الحرائق السنوية وأثرها البيئي

تمثل الحرائق الموسمية، خصوصًا تلك المندلعة خلال فصلي الربيع والصيف، خطرًا كبيرًا على الغابات. ففي مايو 2025، التهمت نيران واسعة أكثر من 250 هكتارًا من غابات لملودة ووادي الكوف وبوقراوة. وغالبًا ما تعجز إمكانات فرق الإطفاء المحلية عن مواجهة الحرائق بسبب ضعف التنسيق ونقص المعدات. الحرائق لا تُفقد الغابات كثافتها فقط، بل تضعف التربة وتعرضها للتعرية والجفاف.

 

التدخل البشري عامل حاسم

الرعي الجائر، وإزالة الأشجار للحصول على الحطب والفحم، والتوسع العمراني غير المنظم، كلها أنشطة بشرية تسرّع من تدهور الغطاء النباتي. تفاقمت هذه الظواهر بعد 2011، مع تراجع سلطة الدولة ومراقبة الغابات. تشير تقارير بيئية إلى أن أعداد الماشية تجاوزت القدرة البيئية للمرعى، مما أدى إلى اختفاء أنواع نباتية رعوية مهمة، وتدهور التربة في مناطق منحدرات الجبل الأخضر.

 

آثار بيئية مترتبة

هذا التدهور لا يهدد البيئة فقط، بل ينعكس على المجتمع المحلي. ارتفاع درجات الحرارة، نقص المياه الجوفية، تزايد العواصف الرملية، وخطر الفيضانات الموسمية باتت أكثر وضوحًا. كما انخفض الإنتاج الزراعي في بعض المناطق نتيجة تآكل التربة وتراجع خصوبتها.

 

استراتيجيات للحد من التدهور

من أبرز المقترحات المطروحة تعزيز القوانين البيئية وتفعيل دور “شرطة الزراعة”، إلى جانب إطلاق خطة وطنية لمكافحة الحرائق تشمل الكشف المبكر والتدخل السريع. كما تدعو منظمات محلية ودولية إلى إعادة التحريج باستخدام نباتات محلية مقاومة للجفاف والحرائق، وتنظيم الرعي عبر تحديد فترات ومناطق مرعى.

 

تعتمد الحلول الحديثة أيضًا على التقنيات الجغرافية مثل الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية GIS لرصد التغيرات البيئية والتدخل في الوقت المناسب. ويُعد رفع الوعي المجتمعي من خلال المدارس والإعلام والمبادرات التطوعية عنصرًا محوريًا لضمان التزام السكان بحماية الغطاء النباتي.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة العنوان الليبية