ليبيا الان

طرابلس على فوهة بركان.. هل تنفجر العاصمة الليبية مجدداً وسط صراع الدبيبة والمليشيات؟

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

تشهد طرابلس حالة من الترقب والقلق وسط تصاعد غير مسبوق في الحشود العسكرية والتحركات السياسية، تقودها حكومة الدبيبة. في المقابل، تتزايد مخاوف الشارع الليبي والمراقبين من احتمال اندلاع مواجهات جديدة تُنهي الهدنة الهشة التي أعقبت اشتباكات مايو الماضي، إثر اغتيال قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”.

الدبيبة في مواجهة المليشيات.. تفكيك أم استبدال؟
يواصل الدبيبة حملة غير مسبوقة لتفكيك التشكيلات المسلحة، بدءاً من جهاز دعم الاستقرار، مروراً بجهاز الردع الخاص بقيادة عبد الرؤوف كارة. وتُعد هذه الخطوة الأكثر جنونية منذ توليه رئاسة الحكومة، خصوصاً أن قوة الردع تُعتبر من أكبر وأقوى التشكيلات المسلحة في طرابلس، ولها نفوذ واسع وشبكة دعم محلية، فضلاً عن سيطرتها على سجن معيتيقة الاستراتيجي.

ورغم تأكيد الدبيبة أن هدفه هو “إخضاع المنافذ والموانئ والمطارات للدولة”، يرى محللون أن هذا المسار محفوف بالمخاطر في ظل عدم وجود قوة أمنية رسمية قادرة على ملء الفراغ الناتج عن تفكيك هذه الأجهزة.

هدنة هشة وتوازن قوة متقلب:

معارك مايو الماضي، التي اندلعت بين قوات اللواء 444 وقوات الردع، كانت نموذجاً واضحاً على هشاشة الوضع الأمني في طرابلس. ورغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقل من 24 ساعة، إلا أن الطرفين استعرضا قدراتهما العسكرية، وحشدا حلفاء من خارج العاصمة، في مؤشرات تؤكد أن أي صدام قادم قد لا يكون محدوداً كما حدث في السابق.

تحالفات مسلحة خارج طرابلس: لعبة الأطراف والولاءات

كشفت تقارير ميدانية أن المعركة تتجاوز طرابلس إلى شبكة تحالفات معقدة تمتد إلى الزاوية ومصراتة والزنتان وورشفانة. إذ دعمت الزاوية قوات الدبيبة بقوات يقودها محمد بحرون (الفار)، بينما دعمت الردع مجموعات من الزاوية وورشفانة لتحسين تمركزها غرب العاصمة.

ويكشف هذا النمط عن تغير جوهري في ديناميكية الصراع، حيث باتت التحالفات الميدانية تتحكم بمفاتيح التوازن العسكري داخل العاصمة، ما يزيد من احتمالية اتساع رقعة المواجهات.

الردع: “ورقة معيتيقة” وإستراتيجية التفاوض

جهاز الردع الخاص، بقيادة عبد الرؤوف كارة، لا يعتمد فقط على القوة، بل يمسك بورقة استراتيجية وهي سجن معيتيقة الذي يضم عناصر توصف بـ”شديدة الخطورة”. ويخشى مراقبون من أن انهيار هذا الجهاز أو سقوطه قد يؤدي إلى فرار هذه العناصر، بما يحوّل الأزمة الأمنية إلى تهديد إقليمي ودولي.

ويُعتقد أن هذا أحد الأسباب التي دفعت الدبيبة إلى التراجع مؤقتاً عن الاشتباك المباشر مع الردع، والتوجه إلى تكتيك أكثر هدوءاً عبر المفاوضات ومحاولة كسب ولاء بعض المجموعات المحايدة أو المناوئة للردع.

انقسام سياسي ومخاوف من “استنساخ المليشيات”:

يقول مراقبون إن أزمة طرابلس لا تُفهم بمعزل عن الانقسام السياسي الأوسع في ليبيا خاصة في ظل الباب المفتوح في طرابلس للمجموعات المسلحة .

ورغم التهدئة المؤقتة، فإن العاصمة الليبية تعيش فوق قنبلة موقوتة، وكل الأطراف تحشد وتناور وتنتظر لحظة الحسم. وإذا لم يتم احتواء الأزمة من خلال حل سياسي شامل مدعوم دولياً، فإن اندلاع اشتباكات جديدة قد لا يكون مجرد احتمال، بل واقع يقترب مع كل تحرك عسكري أو خطاب تصعيدي جديد.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24