دعا الخبير الاقتصادي عطية الفيتوري، المصرف المركزي إلى الالتزام بالشفافية في إفصاحاته، وتوضيح كافة التفاصيل لتفادي أي غموض في معاملاته المصرفية، في ضوء بيانه الأخير حول النفقات والإيرادات في أغسطس 2025.
قال في تدوينة بفيسبوك، “أوضح المصرف أن المصروفات بالعملة الأجنبية تجاوزت الإيرادات، ما أدى إلى تحقيق عجز بالعملة الأجنبية قدره 5.9 مليار دولار. وأضاف أن الجزء الأكبر من هذا العجز جرى تغطيته من أرباح استثمارات المصرف المركزي البالغة 5.5 مليار دولار، وبالتالي لم يُسحب من احتياطيات العملة الأجنبية سوى 400 مليون دولار”.
ولفت إلى أن أرباح المصرف خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام تجاوزت أرباحه خلال العام الماضي 2024 بالكامل، إذ لم تتعدَّ حينها 3.2 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024، ما يثير التساؤل حول هذا الارتفاع الكبير، خصوصاً أن التقديرات تشير إلى أن الأرباح قد تصل بنهاية 2025 إلى أكثر من 7.5 مليار دولار.
وتابع قائلاً “في بياناته السابقة، ومنها بيان يوليو الماضي، لم يُشر المصرف إلى تحقيق أي أرباح، بل اكتفى بالقول إن العجز في العملة الأجنبية بلغ حينها 5.2 مليار دولار، دون ذكر أي تفاصيل أخرى. وهذا يعزز الحاجة إلى الإفصاح الشهري المنتظم والواضح”.
وزاد “ذكر المصرف في بيان أغسطس، للمرة الأولى، أن إجمالي أصوله الأجنبية ارتفع بمقدار 2 مليار دولار، من 95.3 مليار دولار في نهاية 2024 إلى 97.3 مليار دولار في نهاية أغسطس 2025. وهنا يبرز التساؤل: كيف ارتفعت الأصول الأجنبية بهذا المقدار في الوقت الذي سجّل فيه المصرف عجزاً بالعملة الأجنبية؟”.
وختم بقوله “السؤال الجوهري: هل جاء هذا الارتفاع نتيجة إعادة تقييم لهذه الأصول؟ أم أن المصرف قام بشراء أصول جديدة؟ وإذا كان الأمر متعلقاً بشراء أصول جديدة، فمن المفترض أن يكون التمويل قد جرى عبر الأرباح المحققة خلال الفترة”.