ليبيا 24:
ليبيا تتحول محطة رئيسية لرحلات العودة الطوعية للسودانيين
أطلقت القنصلية السودانية في مدينة بنغازي مبادرة العودة الطوعية لمواطنيها المقيمين في ليبيا، بهدف إعادة آلاف السودانيين الفارين من الحرب إلى بلادهم، بعد تحسن الأوضاع الأمنية نسبيًا في السودان، وفق ما أعلنت القنصلية في بيان صحفي.
المبادرة تتضمن عملية تسجيل إلكتروني للراغبين في العودة، وتشمل مدنًا ومناطق ليبية واسعة مثل المرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق والبريقة وأجدابيا والواحات وسبها والجفرة والكفرة. وحذرت القنصلية من تكرار التسجيل في أكثر من منطقة لتفادي إلغاء الطلب.
أوضاع إنسانية متردية في ليبيا
تزامن إعلان المبادرة مع تقارير أممية ومحلية تكشف عن ضغوط معيشية صعبة يواجهها السودانيون في ليبيا، إذ تشير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 313 ألف سوداني دخلوا ليبيا منذ أبريل 2023، مع توقع تضاعف العدد ليصل إلى 650 ألفًا بنهاية عام 2025.
يعاني كثير من اللاجئين من نقص فرص العمل، وارتفاع أسعار الإيجارات والسلع الأساسية، بالإضافة إلى عراقيل تتعلق بالتعليم، حيث تفرض السلطات الليبية شروط الإقامة لتسجيل الأطفال في المدارس.
عوائق أمام العودة إلى السودان
رغم رغبة آلاف السودانيين في العودة، يواجهون عقبات معقدة أبرزها إغلاق معبر المثلث، وهو الطريق الأقصر نحو دارفور. كما أن طريق تشاد البديل مكلف جدًا، إذ يتطلب دفع ما يقارب مليون جنيه سوداني للشخص الواحد للوصول إلى مدينة الطينة فقط، مع مخاطر صحية وأمنية كبيرة.
ويشير لاجئون إلى أن بعضهم اضطر لبيع ممتلكاته من أجل محاولة العودة، بينما بات آخرون يعتمدون على المساعدات العائلية للبقاء.
المفوضية: العودة تحمل بعدًا إنسانيًا وأملاً للمستقبل
من جانبها، أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن التسجيل لا يقتصر على إجراء إداري، بل يمثل خطوة نحو الأمل في لمّ شمل الأسر والعودة إلى أرض الوطن.
ونظمت المفوضية جلسات توعية لأكثر من 3500 شخص منذ بداية العام الجاري، لتزويدهم بالمعلومات المتعلقة بالخدمات المتاحة، والتحذير من مخاطر الاستغلال والاحتيال.
وبينما تواصل القنصلية السودانية في بنغازي جهودها لحصر وتنسيق عودة مواطنيها، يبقى مصير آلاف السودانيين العالقين في ليبيا مرتبطًا بفتح المعابر وتجاوز التحديات الأمنية والسياسية، في انتظار لحظة عودة طال انتظارها.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا
