أعلن مركز البحوث الزراعية والحيوانية في ليبيا عن تسجيل أول حالة إصابة بمرض “تفحم الذرة” داخل الأراضي الليبية، في تطور وصفه خبراء بأنه مقلق نظرًا لقدرة المرض على الانتشار السريع وتأثيره المباشر على المحاصيل الزراعية الأساسية، وعلى رأسها الذرة، القمح، والشعير.
🔬 تفاصيل الإصابة وتحذيرات علمية
بحسب نتائج الفحوصات الأولية التي أجريت على عينات من الذرة المتوفرة في الأسواق المحلية، تم التأكد من وجود الجراثيم المسببة لهذا المرض الفطري، الذي يُعد من أخطر الآفات الزراعية عالميًا. الباحثة أسماء المبروك من المركز أوضحت أن المرض لم يكن موثقًا في ليبيا من قبل، وأن ظهوره يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن الغذائي الوطني، خاصة إذا امتد إلى محاصيل استراتيجية أخرى.
📉 تأثير محتمل على الإنتاج الزراعي
تشير بيانات قطاع الإرشاد الزراعي إلى أن الذرة تزرع في ليبيا على مساحة تتراوح بين 40 إلى 50 ألف هكتار سنويًا، وتشكل ما نسبته 12–15% من إجمالي المحاصيل الصيفية. وتُستخدم الذرة في إنتاج الحبوب والأعلاف، كما أن زيت الذرة يحتل المرتبة الثالثة بين الزيوت النباتية المستهلكة في البلاد بعد زيت الزيتون وزيت دوار الشمس.
🛑 دعوات للتدخل العاجل
المركز دعا الجهات المعنية إلى التحرك السريع لإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة المرض قبل موسم الزراعة القادم، مشددًا على ضرورة إطلاق حملات توعوية للمزارعين لتمكينهم من التعرف على أعراض المرض وطرق التخلص الآمن من الأجزاء المصابة. كما حذر من أن أي تأخير في التعامل مع هذه الآفة قد يؤدي إلى خسائر جسيمة في المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها المواطن الليبي.
🌍 مرض تفحم الذرة
مرض تفحم الذرة يُعرف علميًا باسم Ustilago maydis، وينتشر في مناطق ذات مناخ دافئ ورطب، ويصيب أجزاء متعددة من النبات مثل الحبوب والأوراق والسيقان، مسببًا أورامًا سوداء تحتوي على جراثيم فطرية. وقد سجلت حالات تفشي مماثلة في دول مثل المكسيك ومصر، حيث يُعد من الأمراض التي تتطلب مراقبة مستمرة وتدخلات زراعية دقيقة للحد من انتشاره.
هذا التطور يسلط الضوء على أهمية تعزيز منظومة الأمن الحيوي الزراعي في ليبيا، وتحديث آليات الرصد والاستجابة السريعة لمواجهة التحديات البيئية والزراعية المتزايدة.
