أكد المتحدث السابق باسم مجلس الدولة، السنوسي إسماعيل، أن عبد الحميد الدبيبة يهدف إلى استمرار التشكيلات المسلحة بطرابلس، مشيرا إلى أن التحشيدات العسكرية تهدف إلى تحييد جهاز الردع وإخراجه من المشهد
لا شك أن التوتر الحالي الذي أثقل كاهل المواطن وهدد الأمن والاستقرار داخل طرابلس، يحتاج لجهود كبيرة من أجل وقفه والضغط على حكومة الدبيبة لتأجيل هذه الأمور إلى حين بدء العملية السياسية الجديدة، ولكن الجميع يعلم بأن التوتر في مثل هذا الوقت واضح أن هدفه هو وقف العملية السياسية، ولكن الفرصة لا تزال مواتية لفك فتيل الأزمة لأن الحرب لم تنتهِ بعد، وهذه التحشيدات العسكرية ليست عادية ولكنها قد تهدف للهجوم على قاعدة ومطار معيتيقة، حيث يوجد بجانبها مقر جهاز الردع الذي يحاول الدبيبة إخراجه من المشهد، حتى يسيطر على طرابلس بالكامل”.
“لم يعد بمقدور الليبيين أن يوقفوا هذه الحرب، حيث بذلوا الكثير من الجهد في مسألة فض النزاع وتشكيل لجان وقوات محايدة ووقوفها في نقاط التماس وفك الاشتباك بين القوات التي كانت تتقاتل، وهذه الأمور مازالت موجودة بشكل أو بآخر ولكن الأمور ليست في أفضل أوضاعها حاليا، لأن هناك ضغوط على قوات فض النزاع من قبل حكومة الدبيبة حتى تنسحب من هذه النقاط، وهناك بوادر حرب مقبلة لا شك فيها”.
“نزع فتيل هذه الأزمة يحتاج إلى البعثة الأممية وإلى جهود دولية من الدول القادرة على التأثير على الأطراف المجودة في طرابلس وخاصة حكومة الدبيبة، وأعتقد أن هناك فرصة لا تزال قائمة ما لم تندلع الاشتباكات، من أجل وقفها والحفاظ على حالة السلام والاستقرار الهش في العاصمة وبالتالي افساح المجال أمام العملية السياسية، وإنهاء الحالة المليشياوية لا تحتاج إلى حروب ولكن إلى حكومة تستطيع أن تأتي ببرامج مهنية تفكك وتدمج المجموعات المسلحة”.
“لكن كل الحكومات التي تعاقبت رأيناها تشجع المليشيات على الاستمرار، كما أنها ضعيفة في دعم رئاسة الأركان، وهذا يجعلها في وضع صعب أمام التشيكلات المسلحة المنتشرة، ناهيك عن أن المنطقة الغربية تعج بالعديد من الخلافات السياسية التي جعلت كل مجموعة مسلحة موالية لجهة سياسية معينة وأيضا يصعب عملية تكوين جيش وشرطة في المنطقة الغربية، ومستقبل إذا أتت حكومة موحدة، ربما تستطيع أن تفعل شيء وإنجاز خطوات مهمة”.
