اتهم الباحث السياسي د. علام الفلاح المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، بممارسة ضغوط متزايدة على حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بهدف تفكيك مراكز قوى أمنية في العاصمة طرابلس، ونقل سجناء بارزين من مطار معيتيقة إلى وجهات غير معلومة.
وقال الفلاح، في مداخلة عبر قناة “المسار”، إن الانفجار الذي وقع في أحد معسكرات بني وليد نجم عن تفجير داخل سيارة متوقفة في ساحة المركبات، وليس نتيجة هجوم خارجي، محذرًا من استخدام هذه الحادثة كذريعة لتحريك قوات أمنية نحو مناطق جديدة، بينها بني وليد، حيث تم تجهيز ما لا يقل عن 60 مركبة مسلحة بدعم خارجي غير معلن.
وأوضح أن هذه التحركات تستهدف شخصيات وكيانات أمنية مؤثرة، منها عبد الرؤوف كارة، الذي رفض سابقًا تسليمه للولايات المتحدة، لافتًا إلى أن حادثة اختطاف بوعجيلة المريمي ونقله إلى مصراتة كانت جزءًا من ترتيبات دولية لم تكتمل.
وكشف الفلاح عن شروط قُدمت من واشنطن ولندن إلى حكومة الوحدة، من بينها إخلاء مطار معيتيقة والميناء البحري من القوات الحالية، ونقل السيطرة إلى معسكر بن غشير بإشراف وزارة الدفاع، إضافة إلى تسليم نحو 1800 سجين، بينهم عبد الله السنوسي. وأكد أن بعض السجناء نُقلوا بالفعل إلى مواقع آمنة خارج نطاق الحكومة.
وأشار إلى أن طرابلس تخضع لسيطرة ميليشيات متعددة الولاءات، مع غياب فاعلية وزارتي الدفاع والداخلية، وهيمنة شخصية على القرار الأمني، معتبرًا أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يسعى للسيطرة على مؤسسات حساسة، بينها جهاز الردع ومطار معيتيقة ومصرف ليبيا المركزي.
وأضاف أن بعض القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، تسعى لتقليص نفوذ جهاز الردع، بينما المجلس الرئاسي يفتقر إلى القدرة على تحقيق التوازن بسبب تبعية بعض أعضائه للدبيبة.
وحذر الفلاح من أن أي عملية عسكرية قد تمتد إلى ترهونة وبني وليد وتعيد ليبيا إلى نقطة الصفر، مشددًا على أن القيادة العامة للجيش “لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تفجرت الأوضاع”، وأن هناك تنسيقًا مع مدن مثل بني وليد لدعم حكومة أسامة حماد.
كما أشار إلى أن تركيا فقدت جزءًا كبيرًا من نفوذها في طرابلس لصالح لندن وواشنطن، وأن علاقتها بحكومة الدبيبة تراجعت، خاصة مع استمرار الخلاف حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
وأكد أن التطورات الجارية نتاج قرار دولي يُنفذ بأدوات محلية، مع توافق القوى الكبرى على منع حرب شاملة، لكنه تحدث عن زيارة المستشار العسكري الأممي للعاصمة بهدف التقييم، وسط ضعف أداء البعثة الأممية نتيجة غياب التوافق الدولي حول خطتها.
وأشار إلى تباين المواقف الأوروبية، حيث تتجنب فرنسا وإيطاليا وألمانيا التصعيد، بينما لا تمانع بريطانيا والولايات المتحدة في حدوث صراع محدود يخدم مصالحهما.
واختتم الفلاح بالتأكيد على أن طرابلس على حافة حرب تهدد المسار السياسي وخطة البعثة الأممية، داعيًا إلى تسوية سياسية شاملة تحفظ توازن المؤسسات، محذرًا من أن استبعاد جهاز مثل الردع سيؤدي إلى فشل داخلي وخارجي.