أعرب رئيس حزب المستقلين الديمقراطي ونائب رئيس التجمع الوطني للأحزاب الليبية، سامي الصيد، عن قلقه إزاء التصعيد الأمني داخل العاصمة طرابلس، مشيراً إلى الغضب الشعبي الرافض لما وصفه بعسكرة المدينة.
وقال الصيد في تصريح لقناة “الوسط”، إن البيان الصادر عن أهالي طرابلس الكبرى وتاجوراء والزاوية منح مهلة 24 ساعة لسحب الأرتال العسكرية قبل الدخول في عصيان مدني واحتمال المواجهة، مؤكداً أن سكان العاصمة لا يريدون أن يكونوا دروعاً بشرية لأي طرف.
وأضاف أن ما يحدث ليس مجرد خلاف سياسي بين التشكيلات المسلحة، بل إن حكومة الوحدة تستفز جهاز الردع والأهالي في سوق الجمعة ومناطق أخرى من العاصمة بمحاولاتها فرض تشكيل مسلح على آخر عبر التحشيد الأمني، وهو ما يرفضه الشارع الطرابلسي.
وأوضح الصيد أن التوتر الحالي جاء عقب إعلان المبعوثة الأممية هانا تيتيه في أغسطس الماضي نيتها اختيار رئيس جديد للمفوضية العليا للانتخابات ورئيس حكومة خلال شهرين، تمهيداً لإجراء انتخابات وطنية، مشيراً إلى أن بعض الأطراف تحاول تعطيل هذا المسار بالقوة.
وشدد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، مؤكداً أن “البندقية فوق الرأس تلغي أي فرصة للنقاش”، لافتاً إلى أن جهاز الردع لم يرفض الحوار لكنه يرفض الاستفزاز والتحشيد من خارج المدينة.
وكشف الصيد أن لجاناً شعبية من طرابلس وسوق الجمعة وتاجوراء بدأت بالفعل عقد لقاءات مع الأطراف المختلفة ونجحت في إقناعها بالجلوس إلى طاولة الحوار وتسليم جهاز الردع والمحتجزين للنائب العام، إلا أن رئيس الحكومة ما زال متمسكاً بخيار السيطرة بالقوة.
وبيّن أن دخول الأرتال المسلحة من مصراتة والزاوية والزنتان وغريان إلى طرابلس ينذر بكارثة تهدد أمن المدنيين واستقرار العاصمة، مؤكداً أن هذه الأرتال تتحرك بأوامر مباشرة من رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، بهدف إشعال الفتنة بين التشكيلات المسلحة التي كانت متحدة في معركة أبريل 2019.
وأشار الصيد إلى أن أي تحرك عسكري نحو طرابلس دون قيادة موحدة أو غرفة عمليات مركزية يشكل تهديداً مباشراً للسكان، منتقداً طريقة تعامل الحكومة مع المؤسسات الحيوية مثل مطار معيتيقة، وقال إن السيطرة على المطار يجب أن تتم عبر لجنة رسمية وليس بإرسال المدرعات والدبابات.
وأكد أن الأجهزة الأمنية القائمة في العاصمة نالت شرعيتها من المجلس الرئاسي ولم يصدر أي قرار بإلغائها، مشدداً على أن الصراع مع الحكومة يجب أن يُحل بالحوار لا بالسلاح.
واختتم الصيد حديثه بالتحذير من موجة نزوح غير مسبوقة من داخل طرابلس، مشيراً إلى أن الأهالي يقفون في طوابير البنزين لمغادرة المدينة، داعياً جميع الأطراف إلى تحكيم العقل والحفاظ على العاصمة وسكانها.