أصدر مركز صوفان للدراسات الأمنية، ومقره نيويورك، تقريرًا تحذيريًا بشأن الوضع الأمني في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرًا إلى أن تحركات عسكرية وتحشيدًا متزايدًا للتشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية قد يُفضي إلى جولة جديدة من القتال، مما يهدد جهود الأمم المتحدة لتشكيل حكومة موحدة وإجراء انتخابات وطنية.
وبحسب التقرير، فإن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة يسعى إلى تفكيك التشكيلات المسلحة بالقوة في طرابلس، في محاولة لإحكام السيطرة على المنطقة الغربية، وهو ما اعتبره المركز محاولة لاحتكار القوة المسلحة في غرب ليبيا، وسط تنافس محتدم بين الفصائل والقادة المحليين على النفوذ داخل العاصمة.
أشار التقرير إلى أن التوترات الحالية تُعيد إلى الأذهان أحداث مايو الماضي، حين اندلعت اشتباكات دامية في طرابلس، وأسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين. ويبدو أن الصراع الجديد يتمحور حول سيطرة قوة الردع الخاصة على مرافق حساسة مثل سجن ومطار معيتيقة، وهو ما دفع الدبيبة إلى أمر قوات من مصراتة وغريان بالتقدم نحو المنطقة، في خطوة وصفها التقرير بأنها تعكس صراعًا أوسع على السلطة.
لفت التقرير إلى أن تركيا نصحت حليفها الدبيبة بعدم مهاجمة المنشآت التي تسيطر عليها التشكيلات المسلحة، في الوقت الذي تعمل فيه أنقرة على تأمين مصالحها في حوض البحر المتوسط عبر التنسيق مع السلطات في الشرق الليبي. ويُعتقد أن الدبيبة يسعى إلى تعزيز موقعه الإقليمي عبر تهميش منافسيه، ما قد يمنحه دعمًا خارجيًا إضافيًا ويقوّي موقفه في مواجهة أي هجوم محتمل من قوات المشير خليفة حفتر، التي تستفيد من إعادة نشر روسيا لأصولها العسكرية في سوريا.
يحذر مركز صوفان من أن نجاح الدبيبة في السيطرة على الغرب قد يعزز نفوذه في مواجهة أي تسوية سياسية تقودها الأمم المتحدة، خاصة إذا تطلبت منه التنازل عن منصبه. وهو ما يُنذر بتعقيد إضافي في مسار توحيد الهيكل السياسي الليبي، ويهدد بانزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من العنف والانقسام.
